غيَّب الموت هاذم اللذات ومفرِّق الجماعات العمة الغالية زكية ابنة جدي - رحمه الله - سليمان أبي حزاب أحد مشاهير العقيلات المعروفين، التي رُزق بها من زوجته التاسعة عشرة ذات الجنسية الشامية (امغيضة الخلف) التي اقترن بها بعد استقراره في مهجره بدير الزور نحو عام 1340ه. تغمدها الله بواسع رحمته، وجعل ما أصابها من معاناة طويلة مع المرض الذي أودى بحياتها مكفرًا عن ذنوبها وخطاياها، وسببًا - بعد توفيق الله - في الفوز بالجنة والنجاة من النار. وهذه حال الدنيا؛ تجمع وتفرق الأهل والأقارب والخلان.. والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه القائل: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. وعزاؤنا الحار لأبناء الفقيدة الغالية وبناتها وأحفادها وأبناء أشقائها وشقيقاتها وجميع أقاربها بالنَّسب والمصاهرة. وأخص من أقاربها بالمصاهرة اللواء الدكتور كتاب بن عيد العتيبي؛ إذ إن الفقيدة خالته وجدة أبنائه من ابنتها. أكرر الترحم على عمتي الغالية إحدى كريمات النساء وأحسنهن خلقة وأخلاقًا.. وقد عاشت - بفضل الله - عيشة سعيدة، وماتت - بإذن الله - ميتة حميدة. وحتى لا ينقطع عملها الصالح فإنني أوصي أبناءها وبناتها وجميع المحزونين على فراقها الأبدي.. أوصي الجميع بكثرة الدعاء لها والترحم عليها عملاً بالحديث النبوي الشريف «إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث:...»، وذكر منها «ولد صالح يدعو له». أسأل الله أن لا يُري الجميع أي مكروه في أي عزيز عليهم، وأن يرزق الجميع العمل الصالح الذي يقربهم من الله زلفًا، وينفعهم وينفع موتاهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. والحمد لله الذي وفقنا للرضا والقبول بقضائه وقدره، وبالموت الذي قدره على جميع الأحياء بلا استثناء، ونسأله أن يجعلنا من الصابرين {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. وأخيرًا أسأل الله أن يكتب الأجر والمثوبة للقائمين على هذه الصحيفة المباركة الذين يشاركون إخوانهم المواطنين في تخفيف أحزانهم على موتاهم. ** ** محمد الحزاب الغفيلي - عضو جمعية البر - الرس