- ماذا فعلت أيها الهلال..؟! إنها المتعة والجمال، بل أنت الخيال.. حولت المستحيل والمحال إلى واقع في الحال وكل حال.. تصول وتجول في كل الميادين في كل مكان وزمان.. بل أصبحت سيد كل الأزمان.. لم تترك لقباً أو مجداً إلا وقد وصلت إلى قمته، بل وتربعت على قمته بكل استحقاق واقتدار.. ماذا فعلت أيها الهلال؟ لم تترك للآخرين إلا الفتات ليقتاتوا منه جميعاً.. متى ستتوقف عن نهمك المعتاد في حصد الألقاب والإنجازات؟.. ومتى ستقول للآخرين شاطرونا القمة وشاركونا الأفراح كما نعيشها نحن.. هل تستطيعون فعل ذلك كما نفعل نحن.. وهل ستكونون كما نحن نعيش الفرح كل عام..؟ أجيال بعد أجيال جميعها حفرت أسماءها بمداد من الذهب وسطَّرت أحرفها في قائمة المجد الذهبي الأزرق.. أنت مختلف في كل شيء هذا العام وكل عام.. نعم.. وبالذات هذا العام لم يكن كغيره من الأعوام السابقة.. كان مختلفاً في كل شيء.. يتغيَّر كل شيء ويبقى الهلال هو الخلال نسج من الجمال والخيال يحول الصعب والمحال إلى واقع لا محال. كان موسماً استثنائياً بكل تفاصيله وأحداثه.. روَّض المستعصية وتوّج بلقبه السابع قاريًا كأكثر أندية القارة الصفراء حصولاً عليها، ومنفرداً في الصدارة ومتزعماً للقارة يتربع على عرشها، واتبعها بحصوله على المركز الرابع عالميًا.. ولم يكتف بذلك فقط، بل واصل السير والتقدّم وحصد الألقاب والبطولات تلك الهواية المفضَّلة له بالتتويج ببطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.. وظننا أنه سيتوقف هنا ويكتفي بما حصد.. لكنه الزعيم البطل الذي لا يشبع من الذهب واصل المسير وتحطيم كل الأرقام ولم يقف عند هذا الحد وواصل مسيرته البطولية بالحصول على الكأس الأغلى.. كأس الملك مكملاً عقد الثلاثية الاستثنائية ومضيفاً مجداً جديداً لا يحمله سوى زعيم البطولات فقط. إنها ثقافة الهلال؛ فهي ليست شعاراً يردده أنصاره ومحبوه أقولاً فقط.. بل أكدوها أقوالاً وأفعالاً.. حقاً أيها الهلال ماذا تفعل بهم وبنا؟ كانت ليلة السبت الفارطة المرصعة بالذهب واحدة من ليالي الفرقاطة الزرقاء الحالمة وهي تطفو لتعانق المجد من جديد.. محطمة كل الأرقام والألقاب.. فلم تترك لقباً أو مجداً إلا وعانقته. فمن المستثنى إلى كل الاستثناءات لم يُبق شيئاً توّج من خلاله موسم رياضي حافل وماراثوني طويل، بنهائي الكأس الأغلى كأس الوالد القائد الملك سلمان (سلمان الحزم) خادم الحرمين الشريفين، والذي أناب أمير منطقة الرياض لحضور المناسبة وتتويج زعيم نصف الأرض بطلاً كما هو معتاد في أمسية الذهب للفريق الذهب ومشاركته أبناءه الرياضيين عرسهم الكبير فرحاً وشوقاً بهذه الأمسية لموسم استثنائي بكل ما يحمله من ذكريات. لم تكن تلك الأمسية عادية.. بل مختلفة في كل شيء.. في جمالها وحضورها ومناسبتها الكبيرة. لقد وضع نجوم الزعيم أنفسهم البطل المتوّج بكأس المليك، ليتسلّموا الذهب واحداً تلو الآخر وسط تلك الفرحة العارمة والأمسية الحالمة، فهكذا هم دائماً وأبداً.. والحقيقة أنهم لم يأتوا بأي جديد.. فهذا منظر اعتدنا على رؤيته في كل موسم وكل عام، بل الغريب ألا نشاهده أو لا نرى اللون الأزرق موجوداً في كل مناسبة كتلك المناسبات. لتخرج الجماهير الهلالية رافعة الرايات الزرقاء فرحة بالفوز الثمين والذهب الذي كلّلوا به لتصل به بطولاتهم إلى رقم قياسي يصعب تحطيمه على مدى أعوام طويلة. ماذا يمكن أن نقول عن الفارس المتوّج دائماً هلال المجد والبطولات والإنجازات سوى أنك أتعبت الآخرين.. حقاً ماذا فعلت أيها الزعيم.. ماذا فعلت يا هلال..