أفاد مصدر أمني فلسطيني ان فلسطينياً استشهد صباح امس الخميس قرب نابلس في الضفة الغربية خلال تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي. وقال المصدر نفسه ان خميس أحمد علي (42 عاما) من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح قتل على مشارف مخيم عسكر شرقي مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية خلال تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي. وكان الاشتباك بدأ في حوالي السابعة صباحا واستغرق نصف ساعة.وذكر المسؤولون عن أجهزة الأمن الفلسطينية من جانب آخر ان جنودا إسرائيليين وعناصر من الشرطة الفلسطينية تبادلوا إطلاق النار ليل الاربعاء الخميس بالقرب من مكتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام اللهبالضفة الغربية. ولم يسفر تبادل النار عن سقوط ضحايا لكن آليات مدرعة إسرائيلية كانت موجودة في رام الله اقتربت بضعة أمتار في اتجاه مكتب الرئيس الفلسطيني. ويحاصر الجيش الإسرائيلي عرفات في رام الله منذ الشهر الماضي. وبشأن هذا الحصار على الرئيس الفلسطيني رفض وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز يوم الاربعاء طلب نظيره الإسباني جوزيب بيكيه منح عرفات التحرك. وقال بيريز في مؤتمر صحافي مشترك مع بيكيه «إن وزير السياحة قتل بدم بارد والذين أعطوا الأوامر موجودون في رام الله (في الضفة الغربية) قرب عرفات، ونريد ان نتأكد من انهم سيودعون السجن» على حد زعمه. وحتى تسمح لعرفات بالخروج من رام الله، تطلب إسرائيل من السلطة الفلسطينية اعتقال قتلة وزير السياحة رحبعام زائيفي الذي اغتيل في تشرين الأول/اكتوبر2001 على أيدي أعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ردا على إقدام إسرائيل على قتل زعيم الجبهة. وأضاف بيريز «قلنا لعرفات إن عليه اعتقالهم ولم تعلن السلطة الفلسطينية اعتقال زعيم الجبهة الشعبية إلا يوم الثلاثاء وعندما سيتم اعتقال بقية الأشخاص، سنرفع الحظر» المفروض على عرفات منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر. وأعلنت الشرطة الفلسطينية اعتقال زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون شكك في الأمر. وكان الوزير الإسباني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي دعا الثلاثاء في عمان إلى ان يستعيد عرفات «حرية التحرك بأسرع وقت ممكن» معتبرا ذلك «ضروري لعملية السلام». وسيلتقي بيكيه الذي وصل إلى إسرائيل يوم الاربعاء وأجرى محادثات مع شارون، الرئيس عرفات الخميس في رام الله، قبل ان يتوجه إلى سوريا ولبنان. إلى ذلك أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض الطوق الأمني على الأراضي الفلسطينية حيث فرضته على جنين شمال الضفة ورام الله ونابلس وقلقيلية بحجة وصول انذارات بوقوع عمليات فدائية على حد زعمها. كما كثفت قوات الاحتلال تواجدها على خط التماس الفاصل بين إسرائيل والضفة وعززت الحواجز والدوريات العسكرية ورفعت درجة الاستعداد بين قواتها. على صعيد آخر لم يتخذ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية أية قرارات جديدة خلال جلسته التي انتهت فجر أمس وخصصها لمناقشة الرد الإسرائيلي على العمليات الفلسطينية الأخيرة، وكان بنيامين بن اليعازر وزير الجيش الإسرائيلي قد حذر من مغبة تصعيد الأوضاع في المنطقة داعيا من يصدر الأوامر بتصعيدها إلى إدراك العواقب المترتبة على ذلك. وجاء ذلك في الوقت الذي توجه فيه الجنرال شاؤول موفاز رئيس الأركان الإسرائيلي في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية إلى واشنطن في زيارة يلتقي خلالها مع كبار العسكريين الأمريكيين. وقالت مصادر مطلعة إن المسؤول الإسرائيلي سوف يبحث مع المسؤولين الامريكيين قضايا التعاون الاستراتيجي القائم بين الجانبين.. ويمهد لزيارة بنيامين بن اليعازر القادمة لواشنطن.