أسهمت جهود ودعم المملكة ممثلةً في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إنهاء معاناة 18 ألف من سكان منطقة نوجد في جزيرة سقطرى اليمنية من انعدام الخدمات الصحيّة، حيث كان يضطر الأهالي إلى قطع 75 كلم وسط التضاريس الوعرة وسوء الطقس وصعوبة الطرق للوصول لأقرب مركز صحي، ويستغرق قرابة 6 ساعات ذهاباً وإياباً من وإلى حديبو أقرب منطقة للخدمات الصحية. ويمر الأهالي أثناء ذهابهم إلى الطرف الآخر من الجزيرة لطلب إحدى الخدمات الطبيّة بمركز نوجد الصحي الذي أغلق أبوابه منذ مدة طويلة بسبب قلة التمويل والاهتمام والعناية وأسباب أخرى منها ضعف القطاع الصحي بشكل عام في اليمن. وعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على ترتيب وتنسيق إعادة تأهيل مركز نوجد الصحي وتجهيزه وتزويده بسيارة إسعاف مجهّزة بجميع المعدات، بعد زيارات ميدانية قام بها مختصو التنمية في البرنامج لدراسة احتياجات المحافظات اليمنية التي كانت منها محافظة أرخبيل سقطرى, وفي منتصف أكتوبر من العام 2020 انتهت معاناة أهالي نوجد مع نهاية أعمال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في مشروع إعادة تأهيل وتجهيز مركز نوجد الصحي، وتحديداً في 14أكتوبر 2020م، فقد بدأ المرضى والمراجعون بالتوافد إلى المركز والاستفادة من خدمات المركز الطبيّة. وفي زيارة تفقدية للمركز يقوم بها وكيل المحافظة العميد صالح علي سعد وبمعيّته قائد قوة الواجب العميد الركن هاني عبد اللطيف بن عابد، والمدير العام لمكتب الصحة بالمحافظة الدكتور سعد عامر بن ماجد، وبحضور مدير مكتب الصحة بمديرية حديبو الدكتور فرج يسر، لمسوا التغيير الحقيقي الذي أحدثه المشروع على حياة الأهالي. وأوضح مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في محافظة سقطرى المهندس طارق الزايدي أن التجهيزات التي وفرها البرنامج للمركز قد رفعت القدرة الاستيعابية للمركزمن 7 آلاف نسمة إلى 14 ألف نسمة. من جانبه أعرب وكيل المحافظة العميد الركن صالح علي سعد السقطري عن شكره للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على الدعم السخي لمحافظة أرخبيل سقطرى، وللمشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد بن سعيد آل جابر ومنسوبي البرنامج على جهودهم الواضحة في المحافظة ومختلف المحافظات اليمنية, وقال: «للبرنامج بصمته الإيجابية في مجال التنمية والإعمار منذ عام 2018م في محافظة أرخبيل سقطرى وغيرها من المحافظات، ويعملون حتى اليوم في خدمة سكّان الجزيرة. وأوضح أن خدمات المركز تطورّت بعد المشروع, حيث يوجد الآن المتخصصون الصحيون والممرضون والأجهزة والمعدات الطبية. من جهته أكد مدير مركز نوجد الصحي يحيى عبدالله الفان أن المشروع داعم لأهالي نوجد كافة، حيث أصبح المركز جاهزاً على مدى 24 ساعة لتقديم الخدمة للمجتمع الذي كان محروماً منها منذ وقت طويل، موضحاً أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قدّم الكثير لدعم قطاع الصحة، كما وفر معدات وأجهزة طبيّة لمختلف عيادات المركز. فيما أبان مدير مكتب الصحة في مديرية حديبو فرج يسر أن جهود البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ودعمه نقل مكتب الصحة نقلة نوعية في الجانب الصحي, خاصة أن المنطقة التي يقع فيها مركز نوجد الصحي فيها كثافة سكانية تبلغ 18 ألف نسمة، حيث يستقبل المركز الآن مختلف الأطياف ويقدم لهم خدمات متكاملة، موضحاً أن البرنامج وفّر للمركز سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، التي جاءت في وقت ما قبل الأعاصير الموسمية التي تتعرض لها الجزيرة كل عام. من جهة أخرى عبّر عدد من المرضى عن شكرهم للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على مايقوم به من أعمال ارتقت بخدمات المركز. ويُعد مشروع إعادة تأهيل مركز نوجد امتدادًا للمشاريع الصحية التنموية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وتشمل: مشروع تجهيز وإعادة تأهيل مركز الأمومة والطفولة في سقطرى، إلى جانب مشروع إعادة تأهيل مركز عمدهن الصحي في المحافظة، وتزويده بسيارة إسعاف مجهزة بالكامل، ويأتي هذا المشروع بهدف تطوير وتحسين كفاءة مستوى الصحة الإنجابية ورفع القدرة التشغيلية للمركز. ويدعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عدة قطاعات حيوية في محافظة سقطرى اليمنية، أهمها قطاع المياه الذي نفّذ فيه مشاريع إدارة الموارد المائية ووفّر من خلالها المياه عبر مشاريع حفر الآبار ومشاريع توزيع صهاريج نقل المياه، إلى جانب دعم قطاع التعليم من خلال إنشاء المدارس، وقطاع الطاقة من خلال إنشاء ودعم محطات الكهرباء، وقطاع النقل من خلال رصف الطرق الداخلية لمديرية حديبو، ودعمها بحافلات نقل سهّلت تنقلات الأهالي.