المتابعون للحراك الإعلامي الأسبوعي يعرفون أن الأسبوع الماضي كان أسبوع رينارد، وحارس الهلال حبيب الوطيان. ومع احتماء وطيس الانتقادات يجبَر المدرب الفرنسي للخروج لشرح وجهة نظرة، وآلية ضم اللاعبين، معتقدًا أن هذا الخروج المتلفز كافٍ لوضع النقاط على الحروف، وكافٍ لقطع دابر هذا الضجيج وهذه الضوضاء. مسكين هذا الهيرفي؛ لا يعلم أن الموضوع أكبر من مصلحة منتخب أو كفاءة لاعبين. دعونا نفترض أن حبيب ما زال في الفتح، وتم اختياره للمنتخب! أو أي لاعب آخر لا علاقة له بالهلال، كم عدد المهتمين بضم هذا اللاعب أو ذاك؟ وكم عدد الدقائق التي لعبها مع فريقه، وكم مرة لعب أساسيًّا أو احتياطًا؟ الجواب لا حد يهتم؛ لأن الموضوع خارج دائرة الهلال، ولا يتعلق بلاعبيه. عزيزي رينارد، حظك جعلك تعمل في مثل هذه البيئة الملوثة بالتعصب المتجذر، والأحقاد المتراكمة؛ لهذا يجب أن تتعود على مثل هذا الوضع البائس الذي لا همّ له إلا مراقبة الهلال ولاعبيه في السر والعلن. حتى إصاباتهم بالنسبة لهؤلاء المتعصبين تعتبر (تمثيلاً) وتهربًا من المنتخب. ببساطة، الموضوع ليس إلا توجهات مشجعين، ينتمون لإعلام مسيّر حسب الحاجة وظروف المرحلة؛ لهذا لا تستغرب لو هوجمت لاختيارك أحد لاعبيهم في توقيت لا يناسب ظروف ناديهم، عندها سيصبون جام غضبهم، وستُتهم بأنك تستهدف لاعبيهم، وتتعمد إرهاقهم، وتريح لاعبي الهلال.. وتتنوع الاتهامات حسب توجيهات (القروب) التي تكرس جهدها لمحاربة الهلال بذرائع متعددة. أنا أتفهم لو أن هذا النقد أتى من مدربين ذوي كفاءة وتاريخ حافل في مجال التدريب، أو أتى هذا النقد من أصحاب الخبرة في العمل الإداري الرياضي، ولكن تخيل أن مدربًا بمثل هذا التاريخ وهذا ال(cv) يتم تقييمه من أناس أتوا من المجهول، وكانوا إلى وقت قريب أعضاء رابطة مشجعين، وكل مؤهلاتهم أنهم مشجعون مخلصون لناديهم، مبدعون في الكذب، ويهذون بما لا يعلمون. السؤال: ألم يحن الوقت لإعادة الأمور إلى نصابها؟ أنا في الحقيقة أستغرب تجاهل اتحاد كرة القدم لهذا الانفلات الإعلامي غير السوي رغم وضوح أهدافه وتبعاته على نفسيات اللاعبين، وعلى الجو العام لمعسكر المنتخب. كيف يمكن أن نطالب اللاعبين بأن يقدّموا أفضل ما لديهم وسياط نقد المتردية والنطيحة تلسعهم في كل برنامج وفي كل منبر إعلامي سُخّر لنشر التعصب. عمومًا، تعوّدنا على مثل هذا الانفلات الإعلامي من أناس لا يملكون المؤهلات ولا الإمكانات التي تسمح لهم بالحديث عن الأمور الفنية، وأخذ كل هذه المساحة في أي موقع إعلامي لتقييم مَن هم أفضل منهم في كل شيء. باختصار، هم أناس لا همّ لهم إلا الهلال ولاعبيه. هذا تخصصهم، وهذا مجالهم. ولو أن الأمر بيدهم لحرموا لاعبي الهلال شرف الانضمام للمنتخب. وقفة إلى وقت كان فيتوريا مدرب النصر مهددًا بالطرد والإقالة ومغادرة النصر. تغيرت الأمور بعد نقاط القادسية، وأصبح فيتوريا داهية النصر، (وسيظل كذلك حتى مباراتي الهلال فإما البقاء كداهية أو التسريح)، مع أن الوقت مبكر لهذا الطرد، ومشوار الدوري ما زال طويلاً. على أية حال، أتفق مع من قال إن الهلال (تيرمومتر) النصر! قلبي عندك يا فيتوريا. السؤال: ماذا سيقول هذا البرتغالي عن تجربته مع النصر في حال تم الاستغناء عنه؟ ماذا سيقول عن طريقة اختيار اللاعبين؟ ماذا سيقول عن طريقة اتخاذ القرار في النصر؟ ننتظر، ويا خبر بفلوس بكرة ببلاش.