في وقفة استطلاعية ل«المجلة الثقافية» عن حركة التأليف والنشر، في المملكة العربية السعودية، وتحديداً عن تراتبية النشر التي تتصدرها (الرواية)، منذ سنوات، ما جعل بعض النقاد، يصف معها الرواج الروائي، بأن الرواية لم تعد (ديوان العرب الجديد)، وإنما (ديوان العالم المعاصر)، وفي هذا السياق، وصف الروائي والقاص، خالد بن أحمد اليوسف، الباحث الببليوجرافي، المشهد المحلي الروائي، خلال حديثه عن محافظة الرواية على (الصدارة) بين سائر الفنون الأدبية الأخرى، الشعري منها والنثري؛ مضيفاً «اليوسف»: إن النسبة التقريبية، للإصدارات الروائية، أصبحت تتراوح ما بين (140-150) رواية سنوياً، منذ قرابة العشر السنوات، مشيراً من خلال متابعته لحركة التأليف والنشر في المملكة العربية السعودية، من خلال (مشروعه الببليوجرافي)، إلى أن حركة نشر (القصة) بمختلف أجناسها، بأنها عادة ما تكون محصورة بين (50-70) إصداراً سنوياً، مشيراً إلى أن الفارق خلال العشر السنوات الماضية، يشير إلى الفارق الكبير بين فني الرواية والقصة، الذي لا يزال محتفظاً بالفارق نفسه تقريباً، إذ إن إصدارات الرواية عادة ما تكون ضعف الإصدارات القصصية، لذلك فقد بلغ عدد الروايات الصادرة لهذا العام حتى أكتوبر الحالي، 2020م، تجاوزت 2500 رواية سعودية. أما عن «جديد» الموجة القادمة، من موجات النشر الأدبي، الذي ربما يضع تساؤلاً متجدداً على طاولة النقد، على مستويين، الأول: أن يجد ذلك النشر ما يلقي الضوء عليه من قبل الدراسات النقدية المتخصصة، والآخر، عن ما هية تصنيف ما يشيع انتشاره، وبشكل لافت للنظر، من إصدارات أدبية، تحت مسمى «نصوص»، ما يجعل من تصنيف هذه (الحالة) الأدبية، مطلباً ملحاً أمام تناميها، بوصفها ظاهرة علمية أدبية، التي علّق اليوسف على تناميها، قائلاً: لن أتحدث عن مسمى هذا النوع من الإصدارات، وعمَّا إذا كان النقاد سيدسونه ضمن فن أدبي معين- فهذا شأنهم واختصاصهم، لكن ما يلفت إلى النظر إلى انتشار ظاهرة مؤلفات (النصوص)، أنها كانت منذ سنوات، قليلة، ويتراوح إصدارها ما بين (10-20) كتاباً سنوياً، تصدر بعنوان: «نصوص». ومضى اليوسف في حديثه في هذا السياق، قائلاً: من خلال متابعتي لهذه الحالة من النشر، تحت هذا المسمى، وجدت أنها متنامية، وبشكل كبير، إذ أصبحت في الثلاث السنوات الأخيرة، تزاحم الأرقام الكبيرة التي تحتلها الرواية، حيث تصاعدت إصداراتها السنوية، متراوحة بين (130-140)، بل ربما وصلت في إحدى السنوات إلى (150) إصداراً، لتكون جنباً إلى جنب الرواية، ما جعل من بعض دور النشر تكاد تكون متخصصة في نشر هذا النوع من المؤلفات. وعن الاقتراب أكثر، من وصف بعض ملامح هذه الظاهرة، من منظور «أسماء المؤلفين»، قال اليوسف: ربما يكون هناك فئة تكاد تقارب النصف، تمثِّل جيل الشباب خاصة، وتحديداً، من أصحاب الإصدارات الأولى، أو الذين لا يزالون في بدايات مشوارهم مع التأليف والنشر، إلا أن ما يلفت النظر أيضاً، إذ ما وصفنا هذه الحالة من منظورنا إلى مؤلفيها بأن هناك العديد من الأسماء الثقافية البارزة في مشهدنا المحلي: شعراء، قاصين، رواة، أصدروا مؤلفات بمسمى «نصوص». ومما تجدر الإشارة إليه، بأن قسم البلاغة والنقد، في كلية اللغة العربية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ناقش رسالة ماجستير، عنوانها: «الذات والموضوع في روايات خالد اليوسف: دراسة سيمائية سردية»، تقدَّمت بها الطالبة: خلود بنت مناور المخلفي، لنيل درجة الماجستير في البلاغة، بينما ضمت لجنة المناقشة، كلاً من: الدكتورة الجوهرة بنت بخيت آل جهجاه - المشرفة على الرسالة - والدكتور: عبد الله بن صالح الوشمي، والدكتور: محمد بن سعد الدكان.