وصف نقاد وروائيون بعض الروايات السعودية بالفضفضة الناجمة عن احتقانات نفسية واجتماعية، يرى البعض إمكانية تحويلها إلى عمل فني، وهذا ما أوقعهم في خانة فقدان الثقة بأسمائهم ورواياتهم. ويفسر الروائي عمرو العامري تفوق أعداد الروائيات على عدد الروائيين بكون المرأة تعيش في مجتمع يكبلها بعادات وتقاليد وأعراف واعتبارات يحد من حضورها شخصيا، والتعبير عن همومها ميدانيا، ما يجعلها تستعيض عن الحضور المادي بالحضور الأدبي من خلال الكتابة والفضفضة، وإن لم يستبعد نمو الوعي الأنثوي المعبر عن ذاته، ودعا العامري إلى التسامح مع العمل الكتابي الأول خصوصا من الجيل الذي غامر بكتابة الرواية ولم يبلغ العقد الثالث من العمر، ما يعني أن تجربته ليست ثرية بما يكفي لإنتاج رواية لافتة ومثيرة، مشيرا إلى انتهاء زمن استغفال القراء بالعناوين، كون القارئ قبل شراء الرواية يتصفحها بهدوء ولا يدفع الثمن إلا بعد أن يرى أن العمل المطروح للبيع جدير بالشراء، مؤملا أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام مشروع توعية المؤلفين بحقوقهم على دور النشر، كون بعض الناشرين العرب يستغل حماس الكتاب الجدد ويضع عقودا تخدم دار النشر وتحفظ حقوقها على حساب المؤلف، مبديا تحفظه على مقولة (القانون لا يحمي المغفلين)، كون القانون وضع لحماية من لا يستطيعون حماية أنفسهم وحفظ ملكيتهم الفكرية كما يرى. ويؤكد الباحث الراصد لحركة النشر المؤلف خالد اليوسف أن الرواية المحلية احتفظت بحضورها للعام الثامن على التوالي، إذ قدم معرض جدة للكتاب نحو 70رواية محلية تنوعت موضوعاتها بين هموم الإنسان البسيط وتطلعات النخبة، مشيرا إلى أن 15 عملا مما صدر في عام 2015 يمكن وصفه بالرواية الأدبية، فيما يمكن تصنيف بقية الأعمال بالراصدة لظواهر مجتمعية أو الناقد لعادات وتقاليد أو المعبرة عن فئات باعتبار الرواية صوتا اجتماعيا، ويرى اليوسف أن أبرز سمات حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة خلال عام 2015 الجرأة والتفاعل الواعي مع كثير من الأحداث، مثمنا الشراكة بين الأندية الأدبية وبين الناشرين العرب، ما منح المؤلف السعودي انتشارا أوسع وأشعره بمسؤوليته الكتابية، كون الآخر يقرأنا من خلال نتاجنا إن لم يكن له اتصال مباشر بنا، وعزا اليوسف تراجع النشر الروائي في عام 2015 إلى 70 رواية مقارنة بعام 2011 الذي بلغت أعداد الروايات 110 روايات إلى الفحص والتمحيص والتدقيق وحرص الكتاب والناشرين على تقديم رواية حقيقية مكتملة الأركان والشروط. ويرى أن تنامي ظاهرة إصدار كتب النصوص المفتوحة التي تجمع بين الشعر والنثر والمقالة الأدبية محاولة للانعتاق من توصيف الشعرية والسردية التي لا يزال البعض يتمسك بها برغم أن الفنون تتكامل والتوصيف والتصنيف لا يغيران من الواقع، فيما وصف الكتابة القصصية بالناضجة في ظل إصدار نحو 73 مجموعة قصصية، في ظل تراجع كتب النقد الأدبي في كل الفنون برغم توفر الأندية الأدبية وكرسي الأدب السعودي.