إرادتنا هي التي وضعتنا على ما نحن عليه الآن.. مهما كلفتنا المسافة وبهُض الثمن وعانينا العراقيل إلا أنها تبقى هي السبب الأول وربما الأخير في ذلك. ولكن.. هذة الإرادة لم تُنفث في صدورنا من العدم ولم تأتِ من اللاشيء.. دائماً هناك من مهد الممرات وعبد الطرقات وأرسى العتبات.. حتى نكون. السقوط له أصدقاء حميمون..! الذين لا يريدون النهوض ولا التميز ولا حتى النجاة المرتدون على أعقاب الخيبة والاستسلام والتخاذل الذين لا يريدون أن يكونوا أكثر مما كانوا حتى أن من أراد أن يكون لهم عوناً أنكروه.. هؤلاء بلا إرادة ولا عزم ولا حتى حُلم. ولنا في من نودُ ونستودُ «معراج» وضع على حسب مكانته وتمكنه واستكنانه.. وقد صنعت من زوايا ملامحك عتبات صعودي. كل زاوية من أسفل وجهك حتى منابت شعرك كانت بمثابة العتبة لي لقد ثبتت خطواتي عليك. وعرجت بي على محمل التمسك كما تعرجُ الخيول الطائرة في ليلة ستائرها نجوم وشباكها قمر.. كنت تتحدث الموسيقية ومليء بالمنهجية الرحبة والسعة العاطفية والكثير جداً من الخيالات الواقعية. صعود واثق لا سقوط معه ولا مرجعية. شعرت معك بأن السماء أرض ثامنة يمكننا العيش فيها دون شعور أنه الفضاء وأن هذا الاتساع من حقنا العيش فيه دون ضجر.. اعتقدت حينها أن الشمس جبل أحمر فيه الكثير من الزهر الأرجواني والعنبر... تُسيدنا الكتابة على أحزاننا وضعفنا وتعيد هيكلت قلوبنا وتُخمد الغيض المبتذل. أشعر بعد أن أكتب أني عدت من جديد. أشاركك ليل أبيض يقع بين نهارين كلاهما له ضياء ملون. نحن في حياة غاضبة لا تعطينا ما نريد وقت نريد ولا تصفو معنا عندما نحتاج ذلك حياة بغيضة قاعها مزدحم بالبشر الضيقين الذين لا يعرفون الاتساع. وجودنا في ضيق يكتفنا لا صلاح منه ولا ثمر. أرضك الثامنة فضاء أجمل وقمتها أعذب وتحكمها أنت ..!! ** **