لم أتفاجأ من تفوق الفتح على النصر وتحقيق الفوز والنقاط الثلاث ليس لأنه الفتح الذي كان أفضل فنياً في تلك المباراة، لكن لأن النصر (أوهم) الجميع بأنه الفريق الذي لا يهزم خاصة بعد عملية التكديس الرهيبة التي غزت الفريق بين عشية وضحاها مما جعل جماهير النصر تعتقد أن نصرهم أصبح بطل آسيا حتى قبل بداية البطولة، لكن مع الأسف تبخر الحلم وذهب مع الريح وخسر آسيا بالرغم من أنها كانت البطولة الأسهل وها هو يخسر أمام الفتح الذي صفع المشروع ولا استغرب لو خسر مباراة التعاون القادمة، النصر باختصار أصيب بحمى الهلال بعد 24 نوفمبر (السعيد) وعقد العزم على الدخول في مشروع تكديس اللاعبين دون هوادة وصرف الغالي والنفيس بذريعة البناء وها هو المشروع يتهاوى منذ البداية لهذا نرى الإدارة النصراوية تسابق الزمن للتخلص من بعض اللاعبين من خلال (مشروع) الإعارات المتعددة أو المخالصات للخروج من ورطة التكديس ولإصلاح ما أفسدته الارتجالية، وبعيداً عن موضوع مشروع البناء الفاشلة أقول إن النصر دون (حمدالله ومرابط وبطرس جوليانو) فريق متواضع جداً ولا يمكن أن ينافس على بطولة الدوري أو أي بطولة مع احترامي لبقية اللاعبين والدليل الصعوبات التي يواجهها الفريق عند غيابهم أو غياب أحد من هؤلاء الأربعة خاصة (حمدالله) الذي اعتبره قصة ثانية بصراحة يحق له ما لا يحق لغيره، جميل أن تعمل الإدارة في إطار خطط مدروسة لها أهداف واضحة وجدول زمني محدد، لكن ما نراه في النصر ليس إلا اجتهاد توفر له المال وغاب عنه الحس الفني وأشياء أخرى، المضحك أن الإعلام النصراوي روج ببلاهة لفكرة المشروع وانصدم من النتائج لهذا لا استغرب انقلابهم على المدرب فيتوريا الذي أجزم أن لا ناقة له ولا جمل في مشروع البناء البائس، عموماً ستكون نغمة إعلام النصر القادمة هي التخلص من فيتوريا وجعله شماعة الفشل لهذا المشروع بالرغم من أنهم يعلمون أن هذا المشروع ما هو إلا نسخة مطورة لمشروع سابق تخلله الكثير من الأكشن والدراما وكانت نهايته حزينة، السؤال من يجرؤ على مناقشة الإدارة في موضوع الأموال المهدرة خاصة في عقد مارتنيز رغم تواضعه الفني أو الأموال المدفوعة في عقود لاعبين تمت إعارتهم لبعض الأندية أو أسباب التعاقد مع أنصاف لاعبين بأرقام فلكية. وجهة نظر دخل الهلال مباراة العين في ظل غياب عدد كبير من لاعبيه الأساسين ومع ذلك حقق نقاط المباراة بصعوبة بالغة رغم المستوى الباهت للفريق، ما شاهدناه من أداء بصراحة لا يبشر بخير ولا يبشر بأن الهلال قادر على التعامل مع متطلبات الموسم الطويل خاصة في ظل غياب البديل الجاهز الذي يمكن أن يعوض غياب اللاعب الأساسي، شاهدنا أكثر من لاعب وجودهم لا يشكل إضافة بل عبء على الهلال، العنصر المحلي على الدكة ضعيف جداً في ظل الإهمال الواضح لفريق الشباب والأولمبي، باختصار مستقبل الهلال في خطر إذا لم يعاد النظر في كيفية الاستفادة من الشباب الصاعد للفريق الأول والاعتماد كلياً على التعاقدات المحلية الجاهزة رغم شح المتاح. مباراة العين رسالة لكل من قال إن الهلال ليس بحاجة للاعبين لسد النقص وتعويض فراغ الغيبات. آخر الكلام ردة الفعل تجاه إعلان وكالة الأنباء يعكس قدرة المكينة الإعلامية (الصفراء) على قلب الحقائق وخاصة أنها تقوم على ترسيخ نظرية اكذب حتى تصدق كذبتك وأيضاً نظرية (عنز ولو طار) وأخيراً وليس آخر إن لم تكن معي فأنت ضدي! ثلاث وصايا متوارثة تلخص واقع الإعلام الذي لا يتوانى عن عمل أي شيء لإثبات ما لا يمكن إثباته.