أستاذي دكتور صالح اللحيدان لا أعدم منه فائدة مهما تضاءلت، وحاشا ما أوتي من فتوح علم -بخاصة ما اختصّ به- أن تكون ضئيلة.. وهي تشعّ بذهن مستقبليها عساي -ولا أجزم- أكون أحدهم.. ففي الملحق الفارط ذي الرقم 652 للجزيرة عدد/17487 و تحت عنوان (قراءة التاريخ من خلال العقل).. بالذات بُعيد قوله {جمع الأخبار وسرد القصص..} الخ ما خطر لي [سببا] أن أثري ببعض ما بلغته/ أطرافا يحتاج نضجا بها كل من رام الكتابة، بالذات من دخل دهايز التأليف.. فهي تدور حول (الربط) بين التاريخ، ك..(السّيرة)، والمدونين لها، ثم لأحداثٍ تابعات.. هن من اللوازم الملحّة، لا للمِلاح أو التزويق ف..الزمان والمكان وأشهر المعاصرين.. بالذات الأخيرة مما هو ضرورة الأخذ بحسبانها.. فكم أُخذ على أحدهم تحامله على ندّه (وهنا قلما ينتبه من أتى بعدهم في شطط احدهما بالآخر، أي الذي عاشره)، وهذا الملحظ من لم يقرأ بالسّير يقع بمزلق.. أخذه من واحد بما ثلبه به الآخر (مع)، أي باختصار لا تؤخذ شهادة الأقران- من تعاصرا في (قرن) واحد.. وهنا فبالتأكيد يحدث هذا كغفلة غير (مقصودة) يقع بها المؤلّف. وعوداً للموضوع تجد ذكر وفاة الراوي ضروريا لمعرفة أمرين، هما/ زمانه، وكذا التفريق بينه واسم مشابه فهل تدر -ياللمفارقة- أن الطبرسي شخصيتان (سنّي، وآخر شيعي) كما وأن التدوين يلزم الناقل أمانةً/ ذكر من نقل عنه، وإن نحى هذا (وهو أولى له) فإنه يكتسب محمدتين، الأولى أمانته، والأخرى تذود عنه -تلك المنقبة- فحوى المعلومة.. إن كان عليها من ملاحظ أن يُوصم به تبعاتها، فيُعاد بها خطئه على من نقلها عنه، وما من مأثم عليه، على نحو (ناقل الكفر ليس بكافر).. وبالمناسبة فإنه يلزم من استشهد بآية -من القرآن- إخراجها نسخاً بالخط العثماني (كما هي بالقرآن) ليتجنّب ها هنا مسقطين.. الأول أن لا يخطئ بها، والآخر أن نُقل عنه ألا يقع الناقل كذلك -بالخطأ، وهنا يكون قد أحسن -أيضا- للناقل منه وذلك أن لكتاب الله من الهالة فضلاً عن الحرمة ما يتوجّب منّا صنيع ذلك معه.. فرضا وليس تبرعُ! وكذلك إن اختلط عليه اسم من نقل عنه أن ينسب ما نقله لمجهول، كأن يقول: (وذُكر..) دون أن يورد اسماً..، فمما -ربما- حُمد لسيبويه أنه إذا استشهد ببيت شعر لا ينسبه لأحد، معللا «أن هناك أبيات نُقلت عن أكثر من شاعر»..، فإنه (لا يخفي) في تاريخ الغزل العُذري أن كل بيت دُوّن باسم ليلى رُفع ل(المجنون)!، هل هذه كرامةً تخليد ذكر ل(قيس) جرأ فقده حبا برى جسده، ودفع له حياته؟، ربما..! فخوفه -سيبويه/- أنه إن ساق البيت بتحديد اسم صاحبه فقد يُثبت (هو) له، وقد لا يكون له، ومن يقرأ بكثافة إلا ويلفى جملة (..هذا البيت لفلان، وقيل لفلان..)! كذلك هناك أسماءٌ تتشابه، وألقابٌ أيضاً، فكم من (نابغة) حمل هذا؟! أخيراً وليس آخراً -فكم من الفتوحات غابت عني وعثر عليها غيري-.. لأقول بين أفياء هذا السحاء/ هناك من عُرف -رجال- نسبا لأوطانهم كالعراقي، أو بُلدانهم كالقرطبي ل(قرطبة) والشاطبي.. الدمشقي.. إلخ، بل أين نحن من أمير الحديث الإمام (البخاري) رحمه الله والذي نُسب لبلدته (بُخارى) اليوم تعد خامس مدن (أوزبكستان). ** **