أثبتت وزارة التعليم أنها على قدر المسؤولية الموكلة لها في أزمة «جائحة كورونا» واستطاعت أن تسابق الزمن وتنجح في المهمة الموكلة إليها، حيث استطاعت معالجة تعدد المنصات التقنية ودمجت ثلاث منصات في منصة واحدة هي «مدرستي»، وهي المدرسة الفعلية بكامل مكوناتها ولكن عن بعد، حيث يفتتح قائد المدرسة السابعة صباحا لتبدأ بالنشيد الوطني وتمارين الصباح، ثم يتم شروح الدروس بنظام الحصص المعروفة، مع تقديم عدد من الملفات الشارحة والمفيدة لأبنائنا وبناتنا ليعيشوا تجربة تعليم جديدة وفريدة، ويستطيع الدخول للمتأخر وأخذ ما فاته. في لقاء معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بالكتاب الصحفيين والذي تشرفت بحضوره كانت لنا تجربة «المدرسة الافتراضية» عن قرب، حيث شرح الأنيق د. عبداللطيف العبداللطيف كل شيء تقريبا عن المنصة، وحضرنا درسا افتراضيا لأحد المعلمين قدمه لنا عن بعد، ما يدل على أن الاستعداد للتعليم عن بعد كان في وقت مبكر مستفيدين من تجربة العام الماضي، والأجمل من ذلك كان المشروع الأبرز بأيدٍ سعودية، فالبرمجة والإدارة والجهد كان لأبناء الوزارة وأبناء الجامعات المنتسبين للوزارة. والجميل أن هناك تناغما بين وزارة الصحة ووزارة التعليم في التنسيق للدراسة عن بعد كما صرح معالي وزير التعليم حمد آل الشيخ للكتّاب، وكما صرح معالي وزير الصحة توفيق الربيعة في لقائه لقناة «العربية» مبينا أن تقييم الوضع مستمر خلال الأسابيع الخمسة الأولى وملمحا إلى أن الأمر الذي قد يمدد إلى نهاية الفصل الدراسي، وهذا التناغم الذي تدعمه حكومتنا الرشيدة سيكون نقطة نجاح وتميز لفريق إدارة الأزمة. وعودا على جهود وزارة التعليم، فقد فعلت الوزارة قنوات عين الفضائية لمن قد تفوته منصة «مدرستي» لظروف تتعلق بطبيعة المنطقة أو انقطاع الإنترنت، حيث تقوم بشرح جميع الدروس بدءا من الساعة 7 صباحا وهو وقت المدرسة عبر 15 قناة فضائية بواقع قناة فضائية لكل مرحلة وعدة قنوات للمرحلة الثانوية ويتم إعادة الدروس باستمرار، أضف إلى ذلك أن منصة عين على اليوتيوب التي تحفظ جميع هذه الدروس وتغذى بها أولا بأول، وبذلك لا عذر لمن فاته شيء من الدروس يستطيع العودة له متى ما احتاج إلى أي شيء. أما في التعليم الجامعي فكانت التقنية بالفعل في خدمة التعليم العالي، سواء على مستوى المعاملات أو على مستوى الدراسة عبر البلاكبورد، وكانت لي تجربة شخصية في زمن الجائحة والجلسة في المنازل، فقد استطعت إنهاء جميع إجراءات التخرج عن بعد وعبر حسابي الخاص على بوابة جامعة الملك سعود، ولم احتج سوى الذهاب للمكتبة لإيداع نسخ من أطروحة الدكتوراه، وبإجراءات ميسرة سبقها تنسيق عن بعد. وهنا لا بد من ذكر أهمية تفاعل الأسرة مع المدرسة لتنجح هذه الجهود، فالأمر يتطلب متابعة من ولي أمر الطالب ليتمكن الابن من مهاراته ومعلوماته بكل يسر وسهولة، فالقرب من الأبناء يعزز الثقة لديهم بأنفسهم ويزيد من محبته لوالديه وأسرته، وهنا أقتبس مقولة للدكتورة أريج الجهني الأكاديمية والكاتبة الصحفية المعروفة في لقائنا بمعالي الوزير بأن «التعليم عن بعد يعني التربية عن قرب» وهي تقصد هنا أهمية دور الوالدين في إنجاح العملية التعليمية الاستثنائية. حفظنا الله وإياكم من كل مكروه، والسلام عليكم. ** **