الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد فقبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً انتقلت للعمل رئيساً للمحكمة العامة بالرس وأكرمني الله تعالى بالتعرف على ثلة كريمة من خيرة أبناءها في العمل أو في ميادين الحياة المختلفة، وكان من أبرز وأكرم من عرفتهم عن قرب المربي الكبير والشيخ الفاضل الشيخ محمد بن صالح الغفيلي مدير تعليم الرس، الذي بنى له مكانة خاصة في المجتمع فهو ليس مسؤولاً وقوراً فحسب بل كان شخصية ذات وجاهة ومكانة في المجتمع كلما اقتربت منه اكتشفت آفاقاً جديدة في شخصيته وصفاته.. تعجز الكلمات أن تحتويها ولا العبارات المستعجلة أن تسطرها.. فهو مربٍ من الطراز الأول يتجلى ذلك في كثير من المواقف والأعمال التي تعبر عن قلب كبير ونفس كريمة سخية تعطف على الصغير والمحتاج وترعى كل صاحب موهبة وتتلمس حاجات المجتمع وأفراده وتسعى بجد لسدها بلا منّ ولا أذى. وهو عامل مجتهد في أعمال البر والخير يدفع كل فكرة إلى الأمام ويساهم في كل مشروع يخدم المجتمع بما يملكه من رجاحة عقل وخبرة مجرب. وهو حكيم صاحب حكمة وحنكة ونظرة ثاقبة ورأي حصيف يقدمه للجميع بكل أريحية وصدق وحرص في منطق جميل وقالب لطيف قل أن تجده في غيره. وهو إداري محنك له هيبته ومكانته التي زادت مع الأيام لدى القطاع التعليمي بمعلميه وطلابه، يحزم في موضع الحزم ويلين حيث يكون اللين أنفع وأجدى. رغم ارتباطاته الرسمية والاجتماعية والأسرية إلا أن في وقته مجال رحب لعمل الخير والانخراط في ما يخدم المجتمع ويسخر كافة ما لديه من إمكانات لدعم ما يحقيق أهداف الخير والنفع العام. وفوق كل ذلك.. هو كريم مضياف يقصده الكثيرون يجمع الناس ويؤلف بينهم ويصدرون عن رأيه لا يفرق بين قريب وبعيد أو كبير وصغير.. تقاعد من العمل الرسمي ولم يتقاعد من مهامه الاجتماعية والخيرية والأسرية بل تفرغ لها وأعطاها جل وقته وخبرته، فكان رئيساً لمجلس الأهالي وعضواً فاعلاً في مجتمعه قريباً منهم مطالباً شهماً بحقوقهم ساعياً جاداً في المشاريع العامة التي تخدم الجميع.. (أبو صالح) مدرسة في الحلم والعلم والعدل والحكمة والنزاهة والصبر والقيادة قلَّ مثيله، فجعنا هذا الأسبوع بفقد هذه المدرسة وفراقها لدنيانا.. لكن حسبنا أننا لانعلم عنه إلا خيراً ولم نرَ منه إلا الفعل الجميل ولم يترك بيننا إلا ذكراً طيباً وسمعة ناصعة كالذهب، وقد وفد على رب كريم حليم رحيم نسأله بمنه وكرمه أن يرحمه ويغفر له ويجزل له الأجر والمثوبة ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجمعنا به في جنات النعيم. ** **