الجلوس مع (الباريستاس) السعوديين ممتع جداً، كل منهم لديه شغفه الخاص في صنع القهوة، ستكتشف أنَّ من بينهم طلاب وطالبات جامعة، وربما موظفين، وأطباء، وأساتذة جامعات، البعض منهم حريص على مناداته (بالباريستا) وهو يرتدي (المريلة)، فهو يرى في ذلك دلالة ومكانة أكبر له بين الأقران، خصوصاً عندما تكون طوابير الشباب والشابات مُصطفة للحصول على (كوب قهوة) بارد أو ساخن من يدي الخبير، آخرون لا يحبذون الاسم على اعتبار أنَّ معناه بالإيطالية مهد ولادة (البريستا) في العالم، (الساقي) الذي يقف خلف منضدة تحضير المشروبات الباردة والساخنة، أكثر من حصره في من يُعد أو يحضر (فنجان القهوة). لم يصدق طلاب الجامعة أنفسهم وهم يرون أن أستاذهم الجامعي (باريستا مُحترف) يصنع لهم القهوة في وقت فراغه، والعكس صحيح فكم أستاذ جامعي اكتشف أنَّ أحد طلابه (باريستا) له نكهاته الخاصة، قد لا تعلم الكثير عن المهنة الأصلية للشخص الذي يصنع لك فنجان القهوة، لا أفضل الحديث هنا عن هذه المهنة الخاصة من هذا الجانب تحديداً الذي يُدِّر على (صاحبها) آلاف الريالات شهرياً، وتمنحه شبكة واسعة من العلاقات مع مُختلف شرائح المجتمع، بل سأقدم نصائح استفدتها من بعض (الباريستاس) الذين جلستُ معهم حول تعلق السعوديين بكوب القهوة في كل الأوقات وهو أمر يحتاج إلى إعادة نظر من ناحيتين؟. الأولى: ما هو نوع القهوة الذي يجب تناوله، فرشف القهوة عالمياً يختلف بحسب أوقات اليوم؟ بالحليب قبل الظهر، وبدون حليب بعد الظهر، والأهم أنَّ مُعظم الشعوب تتوقف عن شرب القهوة بعد السادسة مساءً (قبل 6 ساعات من موعد النوم)، بينما الزبائن يسمرون في مقاهينا حتى ساعات الصباح الأولى اعتقاداً أنَّ هذه طقوس القهوة، وهو أمر يحتاج إلى إعادة تقييم وفهم بالفعل؟. الناحية الثانية: هل يمكن توفير المال وصنع القهوة في البيت؟ لا يمكن أن يصنع لك أحد فنجان القهوة بحب ولذة أكثر من نفسك، لذا وفر نقودك والتزم صنع فنجان قهوتك بنفسك كل يوم، ولتعلم أنَّك تمنح صانع القهوة أرباحاً تعادل 70 % من قيمة سعر فنجان القهوة، سواءً ناديته (بالقهوجي) أو (الباريستا). وعلى دروب الخير نلتقي.