تطرقت في المقال السابق المنشور بتاريخ 20 شعبان 1441ه إلى أهم الأحداث التي شهدتها بلدة الشنانة بالقرن الثالث عشر الهجري. أما هذا المقال فيخوص بالأحداث التي شهدتها هذه البلدة في القرن الرابع عشر الهجري، وأهمها وأقربها إلى تاريخ الشنانة الحديث هي معركة الشنانة المعروفة للجميع، والموجودة في مناهجنا الدراسية منذ القدم. وتتمثل الجولة الأولى من هذه المعركة في ذلك الهجوم المباغت الذي شنه الملك عبدالعزيز من معسكره بالرس على خصمه ابن رشيد المعسكر بالشنانة من بعد صلاة الفجر يوم 17 رجب 1322ه حتى غروب الشمس، وهو هجوم ثابت وموثق برواية العديد من المؤرخين، منهم مقبل الذكير وأمين الريحاني. وكلتا الروايتين ذكرها قبلان الصالح القبلان في كتابه القيم (صفحات من تاريخ الرس). كما خلد هذا الهجوم خالد الفرج بقصيدة من الشعر الفصيح يقول فيها: إلى قوله: كما خلد هذا الهجوم الشاعر الشعبي المعروف محمد العوني بقصيدة يقول فيها: ومن أهم نتائج هذا الهجوم أنه كان السبب -بعد توفيق الله- في تقوية عزيمة الملك عبدالعزيز على مطاردة خصمه، وإيقاع الهزيمة الساحقة به في الجولة الثانية من هذه المعركة ممثلة في ذلك الهجوم الآخر الذي شنه الملك عبدالعزيز في اليوم التالي على خصمه المعسكر في الطرف الشمالي لبلدة الشنانة الذي يسميه البعض بمعركة الوادي. وأخيرًا، فقد تغلبت الشنانة على ما مر بها من أحداث بعزيمة أهلها الذين لم تمنعهم الأحداث التي مرت ببلدتهم من بناء هذا المرقب الطيني الشامخ في سماء بلدتهم منذ مئات السنين، الذي يعد واحدًا من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة إن لم يكن أبرزها وأكثرها جاذبية للزوار. وقد توقف عنده الملك سعود - طيب الله ثراه - أثناء الزيارة التي خص بها بلدة الشنانة بعد زيارته للرس سنة 1379 ه. كما زار هذا المرقب وفد السفراء سنة 1380 ه، وكان بمعيتهم وجيه الرس الشيخ حمد المنصور المالك الذي طلب من المسؤولين ترميم هذا المرقب. ومع أن عملية الترميم المطلوبة لم تتحقق إلا في عام 1402 ه إلا أنها كانت سببًا لحمايته من عوامل التعرية والتقادم التي كانت تهدده. وقد تلا ذلك أعمال تجديد وترميم وتجميل، طالت المرقب والمنطقة المحيطة به، تستحق منا شكر المسؤولين. وفي الختام أكرر الإشادة بالمكتسبات التاريخية التي حصلت عليها بلدة الشنانة، وخلدت ذكرها على مَرّ السنين؛ فقد دارت على أرضها واحدة من أهم معارك التأسيس لهذا الكيان الغالي علينا جميعاً، هي معركة الشنانة. كما ارتبط ذكر الشنانة بواحد من أهم المعالم التاريخية في بلادنا، هو مرقب الشنانة. وكلها مكتسبات، تشرف بلدة الشنانة وتشرف محافظة الرس بها؛ باعتبار أن الشنانة هي أحد المراكز الإدارية المهمة في التكوين الإداري لمحافظة الرس إن لم تكن أهمها. حفظنا الله جميعاً، وحفظ بلادنا وقيادتنا من كل سوء ومكروه. ** **