تأليف: د. خليفة بن عبد الرحمن المسعود الطبعة الأولى 1427ه/ 2006م. يعد الدكتور المسعود من ابرز مؤرخينا الذين بحثوا في تاريخنا المحلي فنقب في المصادر وجال في أرشيفات الدول المتعددة مما مكنه بالتالي من الظفر بمواد جديدة تميزت بقوة الطرح مع الربط التاريخي للحدث كما في كتابه موقف القوى المناوئة من الدولة السعودية الثانية. التي قامت بطباعته دارة الملك عبد العزيز فأكسب ذلك الكتاب القاري والباحث احتراما وتقديرا واسعاً لمدى الجهد المبذول. ومن ضمن إصداراته الجديدة مؤخراً ما قام به من دراسة تاريخية لبلدة الشنانة مسقط رأس المؤلف وهذه بادرة وفاء منه يستحق معها الإشادة والتقدير. قدم المؤلف بالقول عن مسقط رأسه بعد أن أشار للأهمية التاريخية لبلدان نجد: وبلدة الشنانة الواقعة في الجزء الغربي لمنطقة القصيم واحدة من تلك البلدان، ولم يكن للشنانة أن تحظى بشهرتها لو لم تشهد أرضها تلك المعركة الشهيرة التي خاضها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ضد خصمه عبد العزيز بن رشيد سنة 1322ه وما تمخض عن تلك المعركة من نتائج كان لها الأثر الكبير في ترسيخ النفوذ السعودي في القصيم عامة؛ ورغم ما للبلدة من دور تاريخي عبر مراحل الدولتين السعوديتين الأولى والثانية ورغم شهرتها الحضارية العمرانية المتمثلة ببرجها الشهير إلا أنها لم تنل شيئاً من جهد الباحثين.ومن هنا فقد رأيت أن أضع بين يدي القارئ الكريم هذه الدراسة العلمية بعنوان "الشنانة ودورها التاريخي خلال مراحل الحكم السعودي" ومما شجعني للكتابة في هذا الموضوع بجانب تلك الشهرة والأهمية التاريخية للشنانة ما وقع بيدي من وثائق تاريخية جديدة ومفيدة منها وثيقة بخط المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى نقلا عن المعاصرين للأحداث وحوت معلومات مهمة جدا عن تأسيس البلدة ودورها في خدمة الدولة السعودية الأولى وما لعبه أميرها خليفة بن منيع من دور مهم في مساندة الإمام عبد الله بن سعود ماديا للتصدي لحملة إبراهيم باشا التي حلت في نجد منذ عام 1232ه، كما أن هناك مصدراً عثمانياً في غاية الأهمية باعتبار مؤلفه شاهد عيان على أحداث معركة الشنانة وهو العثماني حسن حسني قائد القوات العثمانية المشاركة في المعركة وهذا المصدر الذي حمل عنوان "الأوضاع العامة في منطقة نجد" أشبه بمذكرات شخصية، كما أمكن الإفادة من وجود بعض الوثائق المحلية والعثمانية الأخرى التي أوضحت كثيراً من المعلومات التي لم تكن شائعة لدى الباحثين والمهتمين بالتاريخ المحلي، وأود الإشارة إلى وجود العديد من الروايات الشفوية في جزئيات البحث لا سيما مرحلة معركة الشنانة إلا أنني أغفلتها بسبب تضارب معلوماتها وانقطاع سندها وقد حاولت في البداية إعطاء لمحة عن تأسيس البلدة وعمرانها ثم تتبعت دورها التاريخي عبر مراحل ثلاث تكون في مجملها مراحل التاريخ السعودي. ويشير الباحث بملاحظة مهمة وهى أن شهرة البلدة قد اقترنت بمسيرة الدولة السعودية الأولى وإن لم تكن تلك الشهر ة شائعة بسبب نقص المعلومات المتوفرة حتى عهد قريب، ، ثم تزايدت تلك الشهرة لتبلغ أوجها في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حين شهدت واحدة من أقوى فترات الصراع بينه وبين خصمه عبد العزيز بن رشيد وهي الفترة المتمثلة بمعركة الشنانة والتي كانت فاصلة في ذلك الصراع.ولا شك أن المرحلة الأولى من مراحل دور الشنانة التاريخي والمتمثلة بعهد الدولة السعودية الأولى وكذلك المرحلة الثانية المتمثلة بالدولة السعودية الثانية كانت فترة نادرة المعلومات وتكاد المصادر المطبوعة تخلو منها إلا أن وجود الوثيقة المشار إليها قد كونت قدرا طيباً من المعلومات الأساسية المتعلقة بتاريخ الشنانة في مراحله الأولى إضافة إلى بعض الإشارات البسيطة في المصادر الأخرى لدى ابن بشر وغيره.وإذا كانت معلومات هاتين المرحلتين كذلك فإنها في المرحلة الثالثة المتمثلة بعهد الملك عبد العزيز ليست كذلك إذ أن كثيرا من المصادر تحدثت بإسهاب عن الشنانة في تلك الفترة خاصة خلال معركة الشنانة التي وقعت سنة 1322ه (1905م) وما صاحبها من أحداث، وذلك لما للمعركة من أهمية في التاريخ المعاصر ليس على مستوى البلدة والمنطقة فحسب؛ بل وعلى مستوى الجزيرة العربية باعتبار تلك المعركة حلقة جد مهمة في مسيرة البناء السياسي للمملكة العربية السعودية. قسم المؤلف كتابه كما ذكر إلى تاريخ تأسيس الشنانة ثم الدور التاريخي للشنانة خلال عهد الدولة السعودية الأولى ثم الدور التاريخي للشنانة في عهد الدولة السعودية الثانية ثم الشنانة ودورها السياسي في عهد الملك عبد العزيز. وجاء الكتاب في (91) صفحة مزداناً بعدد من الوثائق والصور مع قائمة بالمصادر والمراجع. طبع الكتاب في مطابع النرجس. الرياض. وصدرت طبعته الأولي في عام 1427ه.