نبَّه فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية إلى خطورة تفاقم السخرية والاستهزاء بالآخرين، والتساهل والتهاون فيهما في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي من قِبل نفوس مريضة، استحوذ الشيطان عليها، وأعماها عن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية من حث على الخُلق الكريم، والتحذير من سيِّئه. والإسلام اهتم بالجوانب الخُلقية؛ لكونها ركيزة أساسية في بناء شخصية الإنسان المسلم.. مشيراً إلى أنه مما ابتُلي به البعض السخرية والاستهزاء على الرغم من النهي الصريح في القرآن الكريم عن هذا التصرف المشين؛ يقول الحق تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. وعلى الرغم من صراحة هذا التحذير وشدته إلا أن هناك من لا يكف شره وأذاه عن إخوانه المسلمين؛ فتراه دائم الاستهزاء والسخرية. وهذا الداء لا يقتصر على الرجال وحدهم بل نراه ونسمع عنه حتى في أوساط النساء. وأكد الشيخ عبدالرحمن آل رقيب أن هذا المرض «السخرية والاستهزاء» كما أنه يتفاقم ويتراكم بالخُلطة السيئة، والرفقة غير الصالحة، وبجلساء السوء، فإن هناك علاجًا وقائيًّا له، ألا وهو المنزل، وذلك عندما نربِّي أبناءنا على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كان منهجه -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه الثناء على المتفوقين بإطلاق الألقاب الحسنة عليهم؛ فأبو عبيدة أمين الأمة، والزبير حواري الرسول، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول.. وهكذا كانت سيرته -صلى الله عليه وسلم- في التشجيع وتعويد الأطفال على الاستحسان والابتسام لا السخرية والاستهزاء. وكان -صلى الله عليه وسلم- ينكر على المستهزئين، بل يشدِّد النكير عليهم؛ فيجب على الوالدين عدم السخرية والاستهزاء بالآخرين خاصة أمام أطفالهما، وعدم انتقاصهم درءًا لأنفسهم من هذا البلاء، ولئلا يعتاد الأطفال هذا السلوك الخاطئ منهما؛ لأن الطفل يكتسب العادات الحسنة وغير الحسنة من بيئته، وأول عناصرها المنزل، فليكن التأسيس لهذا الجانب قويًّا ومرتبطًا بالمنهج النبوي الشريف.