✒تُعرّف الآفة بأنّها كلّ ما يُصيب الشيء فيُفسدُه، من عاهة أو مرض .. وآفات اللسان شرعاً هي ما نَهى عنها الشَرع؛حيث اهتم الشرع باللسان اهتمامًا كبيرًا لأنّه ذو شأن خطير، وكل ما ينطق به المرء مُحاسَبٌ عليه، كما قال تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). فاللسان من نعم الله العظيمة فهو صغير الحجم عظيم الطاعة والجرم ؛ له في الخير مجال رحب ، وله في الشر ذيل سحب ولقد تساهل كثيرًا من الناس في حفظ ألسنتهم فأطلقوا لها العنان وتساهلوا في الاحتراز من آفاته ، فإن لهذا اللسان آفات عظيمة انتشرت بين بعض فئات المجتمع نشأ عليها الصغير ودرج فيها الكبير وتساهل بها الكثير فمن هذه الآفات ( السخرية والاستهزاء ، التنابز بالألقاب وهذا محرم وقد قال الله تعالى عنها : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ . ومن السنة النبوية قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم )) . فالسخرية تعني الاستهانة والتحقير من شأن الآخرين وأشد أنواع الاستهزاء وأعظمها خطراً الاستهزاء بالدين وأهله .. ومن آفات اللسان اللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله وقد ورد في التحذير من اللعن الوعيد الشديد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لعن المؤمن كقتله )). وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تأخر منازل اللعانين يوم القيامة فقال "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" .. ومن الآفات كذلك الكذب والغيبة والنميمة والقذف وحذر منها الإسلام في القران الكريم والسنة النبوية لخطورتها وغيرها كثير من الغناء وشهادة الزور وإفشاء السر والتوبيخ والخوض بالباطل. إن اللسان خطره عظيم ولا نجاة منه إلا بالصمت ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصمت فقال صلى الله عليه وسلم (( من صمت نجا )) وقال (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )). فإن حفظ اللسان ملاك الخير كله وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة قال بعض السلف : "أعقل لسانك إلا عن حق توضحه أو باطل تدحضه أو حكمة تنشرها أو نعمة تشكرها" . وأخيراً علينا أن نحفظ ألسنتنا ونتقِ الله في أقوالنا ولنحرص على الكلمة الطيبة والقول السديد ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: إذَا شئْتَ أَن تَحْيَا ودينك سالم حظك موفُورٌ وعِرْضُكَ صَيّنُ لسانك لا تذكر به عورة أمرىءٍ فكلك عورات وللناس ألسنُ وعينك إن أبدت إليك معايباً فقل يا عينُ للناس أعينُ