ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية، صدر مؤخراً كتاب «شعرية الرسالة في الرواية العربية للدكتور عزوز علي إسماعيل.. وجاء الكتاب في خمسة فصول: الفصل الأول: رسائل المحبة والسلام ولقاء الحضارات. الفصل الثاني: شعرية الرسالة ورحلة الأمل المؤلم. الفصل الثالث: شعرية الرسالة وحوار النص عند كمال العيادي في رواية نادي العباقرة الأخيار. الفصل الرابع: آلام العشق وتداعيات التراث والمعاصرة في الرسالة. الفصل الخامس: ألم المستقبل والرسالة في باب الخروج. واشتمل الكتاب على عدد من الأعمال الروائية التي حوت بين طياتها رسائل عديدة أو أنها كانت بأكملها رسالة روائية أو رواية وسائلية. وجاء في مقدمة الكتاب: لم تعد الشعرية واصفة للحالة القديمة للتعبير عن الشعر وعناصره المحركة للنفس، ولم تعد تلك التي تقابل النثر بل تخطت ذلك متجاوزة تلك الحدود الثقافية المعبرة لترتبط بالفلسفة. والرسالة فن من فنون النثر العربي كان لها تاريخها الطويل منذ القرن الثاني الهجري وحتى الآن ولكن في الوقت الحاضر اتسع مفهومها لتنفتح على عوالم جديدة في الزمان والمكان، وتصل إلى أن أصبحت رواية ضخمة وهو نوع جديد نقابله في الإبداع الروائي. ويقول المؤلف: حملت زهرة العمر لتوفيق الحكيم العديد من الرسائل بين الشرق والغرب وحق لها أن تكون رسائل محبة وسلام وفكر فتوفيق الحكيم كان قد ذكر صديقه اندريه جيد في روايته عصفور من الشرق حين كان يشاهد تمثال الشاعر الفرنسي دي موسيه (لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم). وتعد رسالة في الصبابة والوجد للكاتب جمال الغيطاني من أدب الرسائل، ولكنه ارتقى كثيراً فيها عما كان في السابق من ناحية الشكل والمضمون، والارتقاء يكمن في الأسلوب وتشرب فكرة التراث وتبيان جمال العربية في امتشاقه لقلم حاد رصين، بتعبيرات فيها الشفاء لعشاق اللغة العربية حيث الصياغة متفردة والأسلوب بشكل عام له رونقه الخاص الذي أعاد لنا أصالة اللغة وذكرنا بتفردها في البيان والتبيين. ورواية زينب للدكتور محمد حسنين هيكل من الروايات الأولى التي أرّخت لفن الرواية، أي أنها من الروايات التي اكتملت فيها العناصر الفنية للفن الروائي. الرواية موت أفكار عديدة كانت تمور في عقل الكاتب عن الريف وحياة الفلاحين.. فأجاد في وصف الحقول الخضراء وعن رواية طوق الياسمين للكاتب والروائي واسيني الأعرج التي استخدم نمط الرسالة فيها باعتبارها تقنية سردية، وباعتبارها التفاعلات النصية في العمل التي تعطي حراكاً فكرياً وهو ما عمد إليه من خلال طرح فكرة التراث وربطه بالحياة التي نحياها الآن، ونرى في تلك الرسائل شيئين، أولهما ارتباطه بالتراث العربي القديم مع ابن عربي والصوفية، فضلاً عن ابن حزم الأندلسي وفكرة كتابه طوق الحمامة، وثانيهما المرأة، والتي تعتبر عند واسيني الأعرج المتنفس والكون والحياة بكل ما فيها.