جمال الغيطاني اديب وروائي يمتلك طاقات انسانية مبدعة دفتعه الى الكتابة والتعبير عن المجتمع ومشكلاته وهمومه فجاءت رؤيته الادبية مرهفة الحس نابعة من موهبة فطرية غاص بها في بحور الموروثات الادبية الفنية بالمعاني والافكار. قدم الغيطاني للمكتبة العربية أكثر من ستة عشر عملاً ما بين رواية ومجموعة قصصية وترجمت بعض هذه الاعمال للغات الاجنبية ومن بينها الزيني بركات - مذكرات شاب عاش من الف عام - رسالة في الصبابة والوجد - رسالة البصائر في المصائر - منتصف ليلة الغربة - بالاضافة الى عمله الروائي (هاتف المغيب ووقائع حارة الزعفراني والتجليات). وقد تضافرت مجموعة من العوامل الشخصية والعلمية والثقافية في تشكيل العمل الادبي لدى الغيطاني واثرت جميعها على توجهاته في الكتابة منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي فنراه يحول فجيعته الشخصية في وفاة والده المبكر الى رمز قومي محوري في كتاباته يعبر من خلاله عن تجربة جيله في الستينيات وتراه يستفيد من عمله في تصميم السجاد في مطلع حياته محولاً اياه الى مرجعية فنية وتقنية يوظفها في بنية القصص وآليات الكتابة الابداعية ثم نجده يتحف لفنه الخاصة من خلال قراءاته الاولى في التراث العربي محاكياً امهات الكتب في التاريخ والتصوف الاسلامي من ابن اياس والمقريزي الى ابن عربي وابن خلطان. وتعتبر أولى مجموعات الغيطاني - يوميات شاب عاش منذ ألف عام بمثابة حجر الاساس في البناء المعماري العام لاعماله الابداعية من قصة ورواية فقد استطاع تحديد مجموعة من المحاور الرئيسية المحركة لعمله القصصي يعبر من خلالها عن هواجسه كمثقف مصري ويشارك بها في صياغة ضمير الامة لا سيما عكوفه عن البحث عن العلاقة بين القصة والواقع والرواية والتاريخ والاصالة المعاصرة والمثقف والادب والسياسة والكاتب والمجتمع.. كل هذه الهواجس وغيرها مبلورة منذ تحفته الروائية "الزيني بركات" 1974 ذلك العمل الذي كتبه الغيطاني والذي يدل على نضج مبكر في صياغة اللغة القصصية والبنية الروائية والاسطورة ثم توالت اعماله الادبية في مجال القصة والرواية - ارض - ارض مجموعة قصصية 1972 - الزويل - رواية 1974 وقائع حارة الزعفراني رواية 1976 - حكايات الغريب 1976 - وغيرها من الأعمال الكثيرة.