بهذه العبارة كتبت لصديقي ومعلمي الأستاذ القدير جبير المليحان, وأقصد هنا رواية أبناء الأدهم, وسوف أتطرق إليها مع ج ي م والوجه الذي من ماء. هل من مزيد؟! معظم صفحات الكتب ملطخة بألوان التظليل, التي أحب أن أستعملها عند القراءة, هذا يعني أن المتعة عظيمة في قراءة سطور جبير المليحان, وهو اسم معروف في عالم القصة العربية ووزن ثقيل وصاحب تاريخ طويل مع الكتابة, وليس أي كتابة.. بل الكتابة الإبداعية والتحرر من التقليدية, أريد أن أقرأ المزيد من الإصدارات الحديثة بقلم جبير المليحان, رصيده كبير في بنك الكلمات ولديه قدرة على التعدد ويمتلك عصى سحرية في التشبيه. ابن الشمال علاقته مع الحبر بلغت أكثر من خمس عقود, وأسس موقع القصة العربية, ولا شك أن الآلاف يعرف هذا الموقع جيدًا, لأنه ضم نحو 2000 أديب وقاص من أكثر من 20 دولة عربية, جبير المليحان بمفرده يقوم بدور مؤسساتي, لذلك كُرِّم في أكثر من مناسبة, وحصدت أعماله عددًا من الجوائز, وفي يوم القصة القصيرة 14 فبراير, لابد أن نذكر اسم هذا الرجل. «أرامكو» عملاق النفط السعودي, قام بطباعة 150.000 نسخة (توزع مجانًا) من كتاب الهدية في عام 2004, وكان موجه إلى الأطفال فقط. أرجوا أن لا يتوقف عطاءه, لأنني أصبحت مسكون بحب, قراءه نصوصه. الوجه الذي من ماء صدرت عن النادي الأدبي بحائل بالتعاون مع مؤسسة الانتشار العربي في لبنان, تعتبر هذه المجموعة القصصية, بسيطة وبالإمكان قراءتها في أي مكان, تُصنف كعمل إبداعي, وليس بغريب الإبداع على مؤلف « الوجه الذي من ماء «. 77 صفحة و 16 قصة, لفتني الإهداء المُعبّر للأمانة, وهذا حال الدنيا, حيث لا حال يبقى على نفسه, ولا شيء يدوم إلى الأبد, كان موجه الإهداء إلى أصدقاء وأيام وأشياء... عند نهاية كل قصة تجد موقعه عند كتابة القصة, على سبيل المثال: الدمام 26 / 3 / 1997 نقلاً : «سكن في عيون الليل. حتى إذا كلّ, وغفا, رأى فتاة جميلة تورق نحوه كشجرة؛ فتنامت فيه الأغصان حتى تسامق فرحه وشفّ». أبناء الأدهم فازت بجائزة الكتاب بوزارة الثقافة والإعلام السعودية, وذلك في عام 2017 في فرع الرواية, الصادرة عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع. لا أبالغ إذا قلت بالإمكان إعادة قراءتها مرتين أو ثلاثاً أو يزيد, ممتعة إلى حد كبير, كنت لا أود أن تنتهي هذه الرواية معي, باءت محاولتي بالفشل عندما كنت أحاول كبح جماح رغبتي في القراءة على مهل. لا تزيد الرواية عن 200 صفحة, وطُبعت بعناية فائقة. تواجود بكثرة البكاء, والتعددية في الأسماء والصفات, سُجِّل حضور الأعشاب والمناطق التاريخية والأثرية من مملكتنا الحبيبة, وكذلك من بين العناوين صوت قلب الأدهم ولم تنس الغناء أبدًا. ج ي م قلّة هي الكتب التي تحمل عنوان على هذا النحو, وهو مأخوذ لعنوان قصة في داخل الكتاب, الذي يتألف من 15 عنوانًا في 138 صفحة, من أبرز تلك العناوين الفم وأولاد الحيوان والنخيل التي ليست في الحدائق. جريدة الرياض كان لها حضور في أكثر من صفحة في الكتاب. نقلاً: «الصامتون قليلون ولا رزق لك معهم, والكبار قليلون, فاقترب منهم تجد رزقك مع المتجمهرين وهم كثيرون, إن رزقك من أرزاقهم سهَّل لهم الأمر, خلِّصهم من الحيرة والتردد, وضع قوة بضاعتك في أجسادهم تنفتح لك الدنيا» «لا عليك من لغط من يمر بك شامتًا أو يسبك رافضًا, امضِ في عملك دون هوادةٍ, فالوقت لك الآن». ** ** - د. فيصل خلف