أكدت الشاعرة والناقدة «د. أشجان هندي» أن انقلابًا كبيرًا على الشعر سيحدث قريبًا جدًا ويجتاح الأجناس الأدبية كافة على الرغم من ممانعة الشعراء ورفضهم هذا التغيير الحتمي بعد ظهور ما بات يُعرف اليوم ب(القصيدة الرقمية). وكأن هذه الآداب و«الشعر تحديدًا»، شيء مقدس ثابت لا يجب المساس به. إذ من الواجب عزل هذا «المُنتج البشري» وتحييده دون محاولات أي تغيير ليلحق ويواكب ركب المتغيرات التي أنتجتها وتقبلتها وطورتها البشرية، وتجاوزتها لتتقاطع معها بانسجام وتماهٍ في فضاءات الثورة الإلكترونية، عبر وسائط رقمية للتلقي (سمعية وبصرية) تم تطويرها، لتخدم احتياجاته ومعاشه المُتسارع، بل وتعدتها لتطال جوانب الرَّفاهية اليومية، وتم قبولها. ثم طورها وطوعها لخدمة أدقّ تفاصيل تعاملات حياته اليومية (الأجهزة الإلكترونية، الإنترنت، الكهرباء، القطارات، الأجهزة الطبية، التعليمية، التعاملات البنكية، وصولًا للجوالات وأجهزة لوحية وبرامج متطورة وصلت إلى متناول أيدي أطفالنا ..» ومع ذلك لم تكتب أي قصيدة سوى في فضاء الزمن الماضي وظل «الرفض والممانعة» سيّد الأزمنة والعقود الأدبية.. المتن الإلكتروني وجوابًا على سؤال الثقافية: انقلاب الشعر الحر عام 1947م، (بدر السّياب/ نازك الملائكة)، ألم يكن أول انقلاب في الأدب العربي أوضحت الشاعرة أشجان: ما يحدث اليوم انقلاب كبير جدًا وأكبر من الانقلاب السابق، كونه - السابق- ظل ضمن «المتن اللغوي»، ولم يتعدَ خيارات كتابة القصيدة (عمودي، تفعيلة، نثر ..)، وظلت تتحرك داخل هذا المتن، بينما تجاوزت (القصيدة الرقمية)، المتن اللغوي إلى (المتن الإكتروني)، وهذا الخروج في القصيدة الرقمية لا يهم إن كان تفعيلةً، عموديًا، نثرًا، ومضةً. القضية ليست ذلك وحسب إنما: كيف استخدم الشاعر الوسائط الإلكترونية «السمعية والبصرية، التي يصنعها الشاعر ويتفاعل معها القراء المتلقين وليس كما هو متداول من الوسائط التي صنعتها جماهير الشعراء مثل «محمود درويش، نزار...»، من وسائط سمعية وبصرية صنعها لهم الجمهور وهي - مرحلة تمهيدية - للوصول للقصيدة التفاعلية، كونه لم يكن للشعراء أي دور وخيارات فيها، وهذا يوضحه الكتاب في الجزء الأول، القصيدة الرقمية: عملية تفكير بواسطة وسيط الكتروني، وليس مجرد نسخة ممسوحة ضوئية)، كما فصل الكتاب اللبس في تعريف المصطلح والوسائط، وقد أحصى الباحثون أكثر من (40 مصطلحًا)، وصلت إلينا في عالمنا العربي نتيجة الترجمات مختلطة المفاهيم «رقمي، الكتروني ..» «محمد حبيبي» التجربة السعودية الوحيدة وعن بداية الدراسة وأبرز التجارب الشعرية قالت: بدأت عبر تطبيقات على الشعر السعودي المعاصر للفئة المقاومة للتغيير، منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، وصولًا لجيل جديد من الشعراء. وضمت القائمة في بداية الشروع والتمهيد للدراسة «الشاعر عبدالرحمن موكلي، محمد الحرز، محمد يعقوب، محمد جبر الحربي، جاسم الصحيح، فوزية أبوخالد والتجربة الشبابية محمد السعدي». وتعد تجربة الشاعر «محمد حبيبي» التجربة الوحيدة التي وصلت (القصيدة الرقمية المتعددة)، خلال ثلاث قصائد فقط، أشهرها قصيدة (بصيرة الأمل) وإن استغرق الأمر بين كتابة قصيدة وقصيدة أكثر من عشر سنوات! في الوقت الذي يشهد الغرب حاليًا مراحل أكثر تطورًا (القصيدة التشعبية). لن أكتب القصيدة التفاعلية ونفت الشاعرة أشجان هندي أي نية لديها لكتابة قصيدة تفاعلية، غير أنها لن تقف ضدها، في صف الممانعة ورافضي التغيير كما وصفتهم وقالت: لا أتصور - حاليًا - أنني سأكتب هذا النوع، لكن إيماني به كان لعرضه، هذا المشروع موجود، وتجاهله مستحيل.