يغيب ثم يعود مُحملاً بالجَمال والإجلال، لم أبالغ عندما استمعت لكلمة الحفل في معرض القصيم للكتاب الثالث، والتي كانت بصوت د. إبراهيم التركي، أكثر من مرة وأكاد أجزم بأن الحال ذاته معكم معشر القراء. في وسائل التواصل الاجتماعي، شاهدت كمية كبيرة ومتأكد أن ما خفي كان أعظم، وهي رسائل الإعجاب الشديد، بمحتوى تلك الكلمة القيّمة، والتي يتمناها من يُريد أن يظهر أمام الملأ وهو يرتدي وشاح التميز. جاءت من فيض وفاء، قَدم د. إبراهيم العليان الدعاء إلى د. إبراهيم التركي، بعد أن ذكر الأخير موقفًا مع والده، لا ينساه.. وبذلك لن يُنسى وفاء التركي أبدًا، فهو من أهل الوفاء وإليه الوفاء يُستحق. تحدث التركي عن الكتاب والقراءة وذكر مثالا من الكتب وهو «تاريخ القراءة» لمؤلفه ألبرتو مانغويل. عن القصيم تحدّث وأنا أعلق، أهل القصيم ليس أهل تجارة ودين فحسب، بل وثقافة أيضًا. عن المتنبي وشوقي تحدث.. ومن عظمة كلماتهم بقوا، رغم رحيلهم كأجساد إلا أن الذاكرة لا يمكن أن تصيب بشيء يدعوهم للرحيل. أتفق تمامًا بما ذكره التركي في الكلمة بأنهم ينعون الورق ولم ينعوا القراءة. القراءة تختلف أشكالها ولكن باقية في أساسها، ومحظوظ جدًا من يستطيع أن يقرأ بأي شكل كان. أمير القصيم.. أمير الثقافة سمو الأمير د. فيصل بن مشعل آل سعود، يقوم بدور كبير في كل المجالات في مدينته، والثقافة واحد من هذه المجالات، أقيم معرض الكتاب وحمل شعار (القصيم تقرأ) ونعم القصيم تقرأ. شارك في المعرض أكثر من 250 دار نشر، ناهيك عن الورش والندوات، وخدمات على مستوى، هذا العام في عنيزة وسبق أن أقيم في بريدة، الحقيقة يحق لأهل القصيم الفخر بأميرها، ولا يفوتني أن أقدم التهنئة على نجاح معرض الكتاب وإقامته في توقيته المحدد، إلا معرض القصيم أثبت بأنه لا يتأخر عن موعده مهما كانت الظروف والعقبات. ** ** - فيصل خلف