أكد ل«الجزيرة» مختصون اقتصاديون بأن تراجع أسعار أسهم الشركات في السوق السعودي إلى قرب القيمة الدفترية وبمعدلات تكرار ربح منخفضة مقابل شركات تتميز بأداء إداري جيد فإنها تشكل فرصا استثمارية جديدة. وقال الكاتب الأقتصادي أحمد الشهري: يأتي تداعيات انخفاض الاسهم إلى مستويات قياسية على خلفية تراجع البورصات الآسيوية والأمريكية بسبب فايروس كورونا واستمر هذا القلق مسيطرا على الأسواق دون أن نرى أي أسس او مبررات تدعم التماسك أو تخفض من تداعيات استمرار انخفاض أسعار الاسهم محليا ودوليا. وأضاف: وقد دعم هذه الحالة وعبر عدد من الجلسات المتتالية حالة عدم اليقين التي تشهدها معظم الاقتصاديات الرئيسية بمافي ذلك مؤشرات الأسواق الصينية والتي تأثرت بإغلاق المصانع في الصين ثم عودتها تدريجيا. أما الأسواق الأمريكية وبشكل خاص داو جونز فإنه متأثر بالدرجة الأولى بانخفاض أسعار الفائدة التي صدمت الأسواق بمعدل 50 نقطة. وأردف قائلا: وجاء القرار مربكا للأسواق في حين أن انخفاض أسعار الفائدة اصلا يعد عاملا محفزا للأسواق المالية ولكنها هذه المرة كانت توحي بوجود مخاطر كبيرة لدى صانع السياسات الاقتصادية الأمريكية وكانت النتائج غير المرغوبة، أما على المستوى السعودي فإن سوق الاسهم السعودي يأتي بمعظم الأحداث الاقتصادية وبدرجات متفاوته إلا أن عدم توافق مجموعة الأوبك وروسيا على خفض الإنتاج يوم الجمعة أدى إلى حالة هلع كبيرة في السوق وهي مؤشر على أن أسعار النفط ستنخفض نظريا خلال المرحلة القادمة ولاسيما بعد اعتزام السعودية زيادة الإنتاج في ردة فعل للمحافظة على الحصة السوقية مقابل التنازل عن الأسعار اذا ما تدهورت أسعار النفط إلى مستويات أقل. وأضاف: اعتقد كمراقب اقتصادي أن تراجع انتشار فايروس كورونا سيساهم في تحسن اسعار النفط وبشكل خاص اذا ما عادت المصانع الصينية إلى العمل بوتيرة أسرع، قد نرى تغيرا كبير في مراكز عدد كبير من المستثمرين للانسجام مع الظروف الاقتصادية وفي الوقت نفسه لا تزال الأسواق المالية من أفضل المناطق لتداول الثروات وبشكل خاص عند وجود شركات تتميز بأداء تشغيلي وعوائد ملائمة وبشكل خاص الشركات الدفاعية والشركات التي تمتلك سجلا حافلا بالتوزيع النقدي على فترات زمنية طويلة، ختاما الأسواق المالية وبشكل خاص أسواق الأسهم تتسم بطبيعتها بالمخاطرة العالية ولاسيما من الأفراد والتداول العشوائي غير القائم على أسس التحليل المالي. وتابع: تراجع أسعار الشركات إلى قرب القيمة الدفترية و بمعدلات تكرار ربح منخفضة وشركات تتميز بأداء إداري جيد فإنها تشكل فرصا استثمارية جديدة، وأخيرا أنصح بشدة بأن الاستثمارات يجب أن تتنوع بين الاستثمار في أسواق الأسهم وفي استثمارات أخرى خارج السوق المالي ذات تقلبات أقل نوع من إدارة مخاطر الاستثمار المعروفة ومن مخاطر التقلبات والدورات الاقتصادية. وقال المحلل الاقتصادي سليمان العساف: بالنسبة للانخفاض في السوق السعودي أمر متوقع لعدة أسباب اولاً انتشار كورونا االواسع الذي إلى الآن لم يكتشف له علاج، الأمر الآخر حالة الهلع في الأسواق العالمية وكما رأينا في السوق الأمريكي اغلقت على انخفاضات كبيرة جداً منذ سنوات لم تغلقها، هذا يؤثر على السوق السعودي ونحن لسنا بمعزل عن أسواق العالم. الأمر الثالث انخفاض بنسبة 10 % في أسعار النفط، كذلك عدم التوافق خصوصاً في روسيا في موضوع تخفيض الإنتاج سيؤدي إلى حرب أسعار كما رأينا الانخفاض الحاصل منذ سنوات عديدة في اسعار النفط، وقد يكون هناك قادم أصعب وأكثر لهذا السبب تأثرت أسواق المال بالظروف العالمية والإقليمية وما أحيط بها من إشاعات، هذا الأمر يؤثر على أسواق المال خصوصاً انها حساسة لأي اشاعة سلبية ومتوقع بأنه يكون هناك انخفاضات ولكن بالنسبة للمضارب أرى أنه من الأفضل أن يبتعد عن السوق، أما بالنسبة للمستثمر فهي فرصة بشرط أن يحسن اختيار الشركة بناءً على تقاريرها المالية بناءً على أوضاعها والنظرة المستقبلية للسهم فهي فرصة رائعة لمن يجيد الاستثمار وليس المضاربة.