اختلفت آراء المحللين وتباينت حول الخسائر الحادة التي واجهها سوق الأسهم خلال اليومين الماضيين بعد أول يوم تداول بعد إجازة عيد الأضحى، والفروقات الكبيرة لما قبل تلك الفترة لها العديد من الأسباب كما صنفها مختصون، فالبعض أرجعها إلى تأثر السوق بالحركة الاقتصادية العالمية، والبعض الآخر ربطها بانخفاض أسعار النفط، فيما اعتبرها البعض متصلة بالأسهم الأكثر نفوذا، وآخرون اعتبروها تصحيحا لوضع السوق الحالي بعد الارتفاعات الكبرى خلال الشهرين الماضيين، فيما اعتبر البعض هذا الانخفاض طبيعيا. وحذروا من أن تسري في أوساط المتداولين حالة من التشاؤم، قائلين: إن الانخفاض سيتبعه ارتفاع وأن أساسيات الاقتصاد جيدة. وقالوا: إن الأسبوع الحالي سيشهد صدور العديد من البيانات الاقتصادية للولايات المتحدة، مثل: مبيعات التجزئة، وبيانات المخازن التجارية في الولايات المتحدة التي تصدر غدا، وأيضا سيصدر في اليوم ذاته الاحتياطي الفيدرالي كتاب البيج، الذي سيحتوي على الوضع الاقتصادي الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية.وستصدر الخميس بيانات البطالة، الإنتاج الصناعي، يتعبها يوم الجمعة خطاب رئيس مجلس الفيدرالي وبيانات ثقة المستهلك يوم الجمعة. وفي الشأن الأوروبي سيجتمع وزراء المالية للاتحاد الأوروبي اليوم، وسوف تصدر أرقام التضخم في المملكة المتحدة، وبيانات الثقة الاقتصادية لمنطقة اليورو، وسيراقب المستثمرون يوم غد خطاب رئيس البنك المركزي الأوروبي الذي يتبعه إصدار أرقام التضخم لمنطقة اليورو بعد غد الخميس، وكل هذه البيانات تؤثر بشكل أو بآخر على الأسواق العالمية ومنها سوق المملكة. وأوضح محلل الأسهم عبدالله رشاد كاتب أن الانخفاض الذي حدث في سوق الأسهم جاء نتيجة التشبع التي شهدتها الأسواق، وإقبال الناس على شراء الكثير من الأسهم، إضافة إلى هبوط أسعار النفط دون مستويات ال 90 دولار للبرميل الواحد. وأضاف: أن هذا الانخفاض أتى تزامنا مع انخفاض سعر سهم سابك، ولهذا رأينا تأثر العديد من الأسهم، ما أوجد فرصة للمضاربين للهبوط بالأسعار لمستويات مهولة، مفندا بأن هذا الهبوط في حال عدم تجاوزه حاجز 10 آلاف نقطة فإنه يعتبر منطقيا. وأضاف: أن هناك العديد من الأسهم قد تغير مسار المؤشر بسبب نمو نتائجها والتوقعات، فهناك بعض الأسهم في قطاعات المقاولات ستكون لها أوضاع نسبية إيجابية خلال الفترة المقبلة. وأوضح عضو لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة هشام كوشك أن هذا الانخفاض يعد طبيعيا، واصفا ما حدث بأنه «طبع السوق»، معللا ذلك بقوله: من الطبيعي أن كل ارتفاع يتبعه انخفاض، وأن التراجع الكبير الذي شهده السوق أمس الأول سببه العرض والطلب. وحذر كوشك من تشاؤم الناس أو تفاؤلها في الوقت ذاته من تلك الانخفاضات أو الارتفاعات، فالنزول الذي حدث يعد تصحيحيا، فهذه المرحلة أتت متزامنة مع جني الأرباح، والآن يعد انتقال السوق للمرحلة التالية. وبين أن السوق السعودي يعد غير مرتبط بالقيمة الدفترية أو الاسمية، وإنما هو سوق نسخي وليس قائما على التحليل الفني أو العلمي، متوقعا حدوث قفزة خلال الفترة المقبلة. وأوضح المتعامل في السوق المالية ماجد كريم أن هناك ارتفاعات في بعض الأسهم تكاد تصنف بالعالية جدا، ما يجعل بعض الشركات تعدل أسعارها وقيمتها العادلة، واصفا السوق بأنه أخذ منحنى مبالغا فيه خلال الفترة الماضية. وبين أن الانخفاض الحاد الذي حدث أمس الأول كان نتيجة عوامل خارجية، كانخفاض أسعار البترول، إضافة لوجود بعض المخاطر المحيطة بالمنطقة أدت إلى هذا الانخفاض، فهناك ارتفاعات غير مبررة في الأسهم وأسعارها، وهذا ما ساهم في الانخفاض الحاد، لأن السوق كانت متضخمة. وتوقع عدم استمرارية الانخفاض، فقد تحدث بعض الانخفاضات المعقولة، مبينا أن معطيات السوق جيدة والمؤشرات ممتازة، وأن السوق سيعود إلى عافيته من جديد بشكل منطقي نظرا لأرباح الشركات الجيدة وأدائها المالي الجيد، مبينا أنه من المحتمل أن يكسر السوق حاجز 10 آلاف نقطة.