متى أقابلُ ذلك الغريب الذي لا أعرفه ولا يعرفني.. يبتسمُ لي وأبتسم له، يعزمني على فنجان قهوة.. أوافق دون تردد.. نجلس حول طاولة صغيرة.. يحكي لي عن أشياء لم أسمع بها من قبل، حياةٌ مدهشةٌ، وتفاصيل مرعبة! تروق لي! وأحكي له عن الأشياء التي لا أستطيعُ البوح بها لأحد.. أنفضُ كل ما في ذاكرتي من جنون وحكايات على مسمعه.. يتابعني باهتمام وسعادة.. ننهي حديثنا.. ونتوادع.. دون أن أسأله حتى عن اسمه، ودون أن يسألني عن وسيلة للتواصل.. فقط نلوح لبعضنا بابتسامة.. ونفترق! غرباء التقينا.. وغرباء نفترق.. - صورة تلك العائلة المسجونة خلف إطار ذهبي، تخرج كل صباح لتشاركني قهوتي! - حياة عالقة أستقبلُ الموت وأتنهدُ.. فما زال هناك كثيرٌ من الكلمات لم أقلها.. وكثيرةٌ هي الحكايات التي لم أكتبها... وكثير من الحب لم أجد الشجاعة لأعيشه.. لكن.. حان الوقت! وكثيرة هي الأشياء العالقة! - درس وقف الطالب في حصة الاجتماعيات قائلاً: البلاد والحدود تغيّرت.. وحتى البشر والعادات تغيّرت.. لماذا ندرس بلاداً وحياةً لم تعد موجودةً!؟ يتجاهله المعلم ويواصل الدرس.. - خيالات أنظرُ إلى المرآة بفزع يملأ المكان وروحي.. لقد رأيتني قطةً بألوان رمادية.. أشعرُ بألم في رأسي.. أغمضُ عيني: أنا أحلم.. يا إلهي.. أنا أتحول الآن إلى شجرة عملاقة! أستيقظُ.. أووووه.. أنا بعين مستديرة حمراء! لا.. لا.. هذا لم يحدث.. لا تقلقوا.. لا شيء.. لم أتغيَّر.. الحقيقة أنا دائمًا ما أكون مفزوعةً وواهمة - كما يقولون - ولأسباب خفية! ** **