بكل تأكيد أن طموح الشارع الرياضي السعودي كان هو أن يحصل منتخبنا الأولمبي تحت 23 عاماً على لقب البطولة، وذلك بعد أن حققنا الأهم وهو خطف واحدة من البطاقات الثلاث المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 عن قارة آسيا وأعتقد أن هذا هو الهدف الأساسي من المشاركة في البطولة. وخسارة اللقب من أمام المنتخب الكوري الجنوبي لا تلغي أبداً المستويات الكبيرة والمشرفة التي قدمها شبابنا في هذه البطولة، فقد شاهدنا منتخب سعودي شاب يرفع الرأس ولعل السمة الأبرز في هذا المنتخب هي الروح العالية جداً التي كانوا عليها في جميع المباريات التي خاضوها، فحتى مواجهة النهائي أمام الشمشون الكوري كان منتخبنا فيها حاضراً لكن من هفوة بسيطة خسرنا اللقب. وعندما نشيد بالمستوى الذي قدمه الأولمبي السعودي، فمن الإنصاف أيضاً أن تكون الإشادة حاضرة للمدرب الوطني سعد الشهري ومعاونيه من الأجهزة الفنية والإدارية والطبية. هذا المنتخب هو نتاج عمل تكاملي كبير من الجميع، لكن تظل البصمة الأبرز بكل تأكيد لمدرب المنتخب سعد الشهري الذي يعد واحد من أفضل المدربين الوطنيين في الفترة الحالية ويستحق أن يجد الدعم من الجميع عطفاً على ما يقدمه من عمل كبير ومميز. لكن الأهم وبعد تحقيق الإنجاز بالتأهل لطوكيو 2020 والذي يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم عمله هو لابد أن يكون هناك إعداد على مستوى كبير لمنتخبنا قبل موعد الأولمبياد الذي سينطلق يوم 24 يوليو المقبل، فهناك مدة زمنية تصل إلى ستة أشهر تفصلنا عن انطلاقة الأولمبياد وهي أعتقد كافية جداً بأن يكون هناك إعداد قوي لمنتخبنا لكي يكون جاهزاً للمنافسة وليس من أجل المشاركة فقط. فغالبية لاعبي الأولمبي السعودي سيكونون بعيدين خلال الفترة المقبلة عن المشاركة بصفة دائمة مع أنديتهم وذلك لسببين مهمين الأول هو عدم وجود دوري خاص لدينا للاعبي الأولمبي بعد إلغائه في فترة سابقة، كما أن وجود سبعة لاعبين أجانب في الدوري السعودي للمحترفين يضعف كثيراً من فرصة مشاركتهم بصفة أساسية مع أنديتهم، لذا يجب يوضع برنامج إعدادي كبير يواكب حجم وقوة الأولمبياد الذي يعد كأس عالم مصغراً لأنه يضم منتخبات من مختلف القارات. نحن نملك لاعبين مميزين وقادرين على الذهاب بعيداً في الأولمبياد لكن هذا الأمر يتوقف على مدى قوة البرنامج الإعدادي الذي سيوضع لهم خلال الفترة المقبلة.