عندما نود الحديث عن خالد بن أحمد اليوسف فلا بد من معرفة أبرز المؤثرات التي صقلته وقدمته للساحة الثقافية: قاصًا، وصحفيًا، وببليوجرافيًا، وناشطًا ثقافيًا، ومن أهمها صلته بأستاذه الدكتور يحيى بن محمود جنيد، وجنيد نفسه كان في يوم من الأيام من طلاب الناقد العراقي الكبير علي جواد الطاهر (1340-1417ه)، وهو صاحب الكتاب المشهور «معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية»، وجمع في هذا الكتاب بين العمل الببليوجرافي والنَفَس الأدبي، ومن هنا كان تأثيره في تلميذه الدكتور جنيد كبيرًا، ونتج عنه حضوره في المشهد الثقافي راصدًا للمنتج الأدبي وجامعًا لنماذج منه ومحفِّزًا تلاميذه على العمل الميداني لخدمة الثقافة والأدب، وأثمر تحفيزه عن اكتشاف شاب موهوب استطاع أن يتسلح بالعلم متخصِّصًا في المكتبات والمعلومات، وأن ينخرط في العمل في مجلة عالم الكتب مقتربًا من هذا العالم المدهش (الكتب)، وأن يتجه بعد ذلك إلى التحرير الثقافي في صحيفة المسائية، وأن يصدر الكتاب تلو الآخر في مجال القصة القصيرة والرواية، ثم الرصد الدقيق للمطبوعات السعودية في المجال الأدبي بسلسلة كتب تؤرّخ لصدورها، مع دراسة تحليلية وإحصاءات تضع معالم مهمة في حقل النشر في المملكة العربية السعودية. وحين نتحدث عن تأثير الطاهر في جنيد، وتأثير جنيد في اليوسف، فإن هذا ملمح مهم للغاية في دور الأستاذ في التعليم والتوجيه والتحفيز، وإلا فإن هناك العشرات من خريجي المكتبات والمعلومات ولا نكاد نجد لهم أثرًا في الساحة الثقافية، أو ربما تكون جهودهم في إطار التخصص الدقيق ببحوث محكّمة لا تلتحم مباشرة مع الحركة الأدبية. وعليه فإن ما أنتجه خالد اليوسف من أعمال إبداعية وببليوجرافية، وما ينوي إصداره من أعمال تُترجم للأدباء السعوديين جديرة بالاحتفاء والتنويه، ويتحمل اليوسف مسؤولية اكتشاف بعض الشباب ودفعهم للساحة لمواصلة المسيرة في هذا الحقل كي لا ترتبط بأشخاص يعدون على الأصابع. تحية لنادي الباحة الأدبي على مبادرته لتكريم الصديق والزميل العزيز الأستاذ خالد بن أحمد اليوسف، وهو ما نظن أنه سيشعل في نفسه فتيل العطاء المضاعف للساحة الثقافية.