خلال أول خمسة أيام من طرح أكبر وأهم شركة في العالم، والأقل من حيث المخاطر، والأعلى من حيث الأرباح، بل أن أرباحها السنوية تفوق أرباح ثاني وثالث أكبر شركتين في العالم، وتتفوق أرباحها على أرباح خمس شركات نفطية منافسة مجتمعة، جذبت ما يشارف المليوني مكتتب، بتغطية شارفت نصف المبلغ المخصص لاكتتاب الأفراد، ومن المتوقع أن يزداد المكتتبون إلى أكثر من الضعفين حتى نهاية الاكتتاب الخميس القادم، خاصة أن أغلبية المكتتبين عادة يتجه سلوكهم للاكتتاب في آخر يومين، حيث يتزامن ذلك مع استلام الموظفين رواتبهم الشهرية. لا أستطيع القول إن الاكتتاب في هذه الشركة واجب وطني، لأنه قرار اقتصادي فردي محض، لكنني في الوقت ذاته، لا يمكن أن أتعامل مع هذه الشركة الأم، الشركة التاريخ، الشركة المستقبل، كشركة نفطية فحسب، وإنما هي جزء مهم للغاية من ماضينا، ومن مستقبلنا، من بناء مجتمعنا وتنميته، وتثقيفه، سواء من خلال مبادراتها المجتمعية، من بناء المدارس، وتخطيط الأحياء، وتأهيل المقاولين، ورفع المحتوى الصناعي المحلي، وتعزيز المحتوى المعرفي والثقافي، أو من خلال تلك الأجيال التي تعلمت وتدربت وتثقفت في مملكة أرامكو العريقة، منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن؛ هي شركة وطنية بامتياز، تغلغلت في نسيج المجتمع السعودي، وحين تأتي الفرصة بين أيدينا لأن نكون شركاء فيها، فهي بالتأكيد فرصة نادرة. ولا شك أن دخول شركة كبرى مثل أرامكو السعودية مهم للسوق السعودي تداول، كونها تنقل السوق إلى عاشر أكبر سوق أسهم في العالم، وهي شركة بالتأكيد تختلف عن غيرها من الشركات التي تخضع للمضاربة والربح السريع، فهي سهم استثماري بامتياز، يمثل ادخارًا على المدى البعيد.