الآن، وقد أعلنت عملاق الطاقة في العالم شركة أرامكو السعودية عن الملامح الأخيرة والنهائية لصيغة طرح أسهمها للاكتتاب ولم تتبق سوى خطوة واحدة هي تحديد سعر السهم وحجم الأسهم المتاحة للاكتتاب ونسبتها من الأسهم الكلية للشركة، فإننا والعالم سنكون أمام أكبر اكتتاب في التاريخ، إذ تمتلك أرامكو احتياطيات نفطية هائلة وإنتاجا يوميا ضخما، وتحتكر السوق المحلية وتستعد للتوسع في أكثر من سوق من خلال إنشاء المصافي ومحطات التكرير، وحسب المعطيات المعلنة حققت أرامكو في الأشهر ال9 الأولى من هذا العام أرباحاً بقيمة 68 مليار دولار. وإذا وضعنا في الاعتبار التوسع في التنقيب والإنتاج والتكرير والتصدير إلا أن النتائج النهائية ربما تصل إلى أرقام تاريخية على مستوى الأرباح الصافية للشركات. إذن نحن السعوديين أمام فرصة تاريخية لا يمكن أن تمر مرة أخرى، فإذا كان الاستثمار في البنوك وشركات الاتصالات والبتروكيماويات مجزيا، فإن الاستثمار في صناعة الطاقة وفي شركة بحجم وقوة أصول أرامكو يعتبر فرصة تاريخية لا تعوض. وطبعا كالعادة كلما مضت المملكة خطوة متقدمة نحو الأمام تظهر بعض الأصوات المشككة والمحبطة، ولكن انتهى زمن هذه الممارسات وصار المواطن، وحتى المقيم في المملكة، يشاهد بعينه كيف تصنع المملكة مستقبلها بكل جرأة وجدارة.