رسالة ماجستير للباحثة شيماء عبدالرازق درويش المعيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية -جامعة الأزهر، 1439ه/2018م، جاءت في 375صفحة في مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، تناولت فيها التعريف بجهد علاء الدين وحيد في مجال النقد الأدبي محاولة منها لتحديد مكانته النقدية بين أقرانه من النقاد، ودراسة مؤلفاته وأعماله في مجال النقد، واستخدمت لذلك المنهج النقدي الفني التحليلي، حيث تناولت أعمال الناقد بالشرح والتحليل، واستعانت ببعض النظريات والمناهج النقدية؛ للكشف عن مميزات الناقد ورؤاه النقدية التي أفردته بين النقاد المعاصرين، حيث أشارت إلى اكتمال أدوات الناقد الأدبي من ذوق وإلهام وثقافة ودراسة ومثابرة على مدى سنوات طويلة مكنته من الحصول على منزلة رفيعة في محيط النقد، فمارس النقد من خلال مناهج متعددة ولم يلتزم منهجًا بعينه لأنه يؤمن بالشمولية والتعددية بالمنهج، ولم يخف عليه مفهوم الالتزام الأدبي، ولم يكن بعيدًا عن تناوله النقدي واتسم منهجه النقدي بالموضوعية والحيادية، وعدم تحامله حتى مع من يختلف معهم في الرأي فهو يعطيهم حقهم من التقدير والإنصاف ويهتم بالإفادة من فكرهم وثقافتهم. وقد خلصت الباحثة إلى أن علاء الدين وحيد يعد مثالاً للناقد المثقف الذي عمد إلى تثقيف نفسه بنفسه ويمثّل نتاجه الفكري إضافة حقيقية للأدب العربي بشكل عام، وللنقدي بشكل خاص. وتنوعت روافده الثقافية فهناك مؤثرات في المرحلة المبكرة من حياته تتمثّل في قراءة القصص والاستماع إلى الحكايات، ثم مرحلة القراءة المتقدمة التي تمثلت في الاطلاع على الأدب العربي والغربي عن طريق الترجمة مع الاطلاع على المناهج النقدية المختلفة، كما أشارت الباحثة إلى أن ثقافة علاء الدين انعكست من خلال موهبة وإلهام ودراسة وقراءات زاخرة على مدى سنوات طويلة، ومعرفة بلغات أخرى، إضافة إلى أسفاره والظروف التي مر بها في حياته. فهو يعد من أبرز النقاد الذين جاءوا بإبداعات على انغماسه في لهيب الحياة الثقافية المعاصرة ومتابعته اليقظة لها، ومحاولته الجادة في قراءاتها، فنتاجه بلغ (87) كتابًا وأكثر من مائتي مقالة تميزت هذه المقالات بتعدد اتجاهاتها، فمنها المقالات ذات الطابع الأدبي النقدي، والمقالات ذات الطابع الاجتماعي، والمقالات ذات الطابع السياسي، والمقالات ذات الطابع الفني. فعلى الرغم من تقسيم نتاج علاء الدين إلى إسلاميات وأدب ونقد وشخصيات ومسرح وسينما إلا أن هذا النتاج لا يخلو من همسات نقدية. فكافة مؤلفاته تشتمل على عرض وتحليل ونقد، فعندما تحدث عن الشخصيات مثل: محمد السباعي، وإسماعيل مظهر، ومي زيادة، وولي الدين يكن، وطلعت حرب، وعبدالرحمن الكواكبي، وزكي مبارك، وأحمد حسن الزيات، وغيرهم لا يتوقف على الجانب الحياتي، أو الشخصي لهذه الشخصيات لكنه يعالج الناحية العقلية في تكوين هذه الشخصيات مع ذكر آرائهم الفكرية التي كونت مواقفهم وجعلت كلا منهم علامة بارزة في مجاله. فقد اقترن نجاح الأديب - عند علاء الدين وحيد- بمدى صدق وعمق ودقة ما يقدم، فالصدق يجعل من إبداعه أدبًا متجددًا على الدوام رغم مرور السنين تستقبله الأجيال الجديدة بنفس الحماس والاستيعاب والإقبال.