أوصى ملتقى النقد الذي نظمه نادي الرياض الأدبي على مدار يومين، واختتم جلساته صباح أمس، باستكتاب نقاد من العالم العربي في دورته المقبلة وتكريم بعض الشخصيات التي لها إسهام نقدي ومن الأسماء التي رشحت الدكتور منصور الحازمي، والدكتور حسن الهويمل، والدكتور سعيد السريحي، والدكتور عبدالله الغذّامي، والدكتور عبدالعزيز السبيّل، والدكتور عالي القرشي، والدكتور سلطان القحطاني، والدكتورة لمياء باعشن. واختار المشاركون في الملتقى أن يكون موضوع الدورة المقبلة "السابعة، 1439/ 2018": نقد أو تلقي السيرة الذاتية، أو نقد المسرح، أو نقد المقالة، وهناك من اقترح أن يكون عن النقاد المبدعين: حركة النقد من الإبداع الأدبي إلى الإنتاج النقدي أو العكس، أو عن قضايا تلقي المناهج المعاصرة في البحث الأدبي السعودي الراهن، أو عن الحركة النقدية النسائية. إضافة إلى توصيات بدعم موقع القصة العربية تفاعلا ومشاركة، والاهتمام بالنقاد الشباب واستحداث تكريم باسمهم في دورات الملتقى المقبلة. إطراء العرب يصل حد الاستخفاف انتقدت الدكتورة أميرة علي الزهراني في ورقتها "ضمير النقد العربي للقصة القصيرة السعودي" واقع النقد العربي غير المحلي، للقصة القصيرة السعودية، في مرحلة البواكير على وجه الخصوص، بسبب تلبسه بجملة من الآفات النقدية -حسب وصفها- التي برزت للدارسة من خلال فحص عدد كبير من الدراسات النقدية، سواء التي استقلت بالقصة القصيرة السعودية في مؤلف، أو كانت القصة ضمن فصل من فصول الكتاب، أو أفردت الدراسة لكاتب سعودي بعينه، والأخرى المتفرقة كالمقالات والمقدمات والرسائل العلمية. وقالت الزهراني خلال الجلسة السادسة للملتقى التي حملت عنوان "النقاد العرب ومناهج النقد في القصة القصيرة السعودية": تلك العلل النقدية تمثلت في العناوين البراقة المخاتلة، والإطراء الذي يصل حد الاستخفاف، والانطباعية الكسولة في الاكتفاء بما يحوم حول النص، وتحميل نصوص متواضعة نظريات ومقولات أكثر مما تحتمل، ومنح الكاتب المبتدئ ألقابا فروسية عظمى، فضلا عن تبني مجمل تلك الدراسات مناهج نقدية تقليدية، لا تغامر في دراسة بنية النص الجمالية من الداخل. فيما ذكر الدكتور عبدالرزاق الحاج حسين في ورقته "دراسة انتقائية لأهم الإصدارات النقدية": بأنه أنجزت دراسات محدودة في نقد القصة القصيرة في الأدب العربي السعودي من نقاد سعوديين وعرب، والنقاد العرب أغلبهم من الذين أقاموا وعملوا في المملكة العربية السعودية، واطلعوا على نهضة هذا الفن وتابعوه، وإذا كان النقاد السعوديون قد أبانوا في دراساتهم التاريخية عن نشأة هذا الفن، وتطوره، وأهم أعلامه ونماذج إبداعاته، فإن النقاد العرب تابعوهم في ذلك، وكان السير متقاربا في الرؤية النقدية لهذا الفن، وفي هذا البحث سنستطلع أهم المناهج النقدية التي سار عليها النقاد العرب في مؤلفاتهم. وتحدث الدكتور ولد متالي في ورقته "قراءة في منجز الناقد د.محمد صالح الشنطي" بأنه يتقدم هذا البحث لمقاربة منجز الناقد الشنطي في دراسة القصة القصيرة السعودية، وهو منجز باذخ يستند إلى متابعة طويلة للأدب السعودي ووعي نظري ومنهجي ببيئته الأدبية والفكرية والثقافية، ذلك أن الشنطي كما وصفه الكثيرون ممن عايشوه عن قرب واطلعوا على دراساته ومؤلفاته المتنوعة، قدم للحركة النقدية في المملكة مجموعة من الدراسات والأبحاث الرصينة التي دأب على إصدارها من سبعينات القرن الميلادي. أهم إصدارات العرب التي تناولت القصة القصيرة في السعودية: القصة القصيرة المعاصرة في المملكة العربية السعودية للدكتور محمد صالح الشنطي دار المريخ، الرياض 1978. انصبت عناية الدكتور الشنطي في هذا الكتاب إلى جانب المنهج التاريخي على نقد الجوانب الفنية في القصة القصيرة، وعرض نماذج منها. دراسات في القصة السعودية والخليج العربي لمحمود ردَّاوي نشرت المكتبة السعودية سلسلة تصدرها جمعية الثقافة والفنون عدد "14" 1404/ 1984. تناول ردّاوي فن القصة السعودي الحديث، وركز فيه على الجانب التاريخي، ودراسة الدكتور منصور الحازمي، ثم دراسات نقدية لمجموعات قصصية. القصة السعودية المعاصرة للدكتور طه وادي صدر عن دار آفاق عربية.