في مثل هذا اليوم من عام 1351ه، سجل التاريخ مولد وطن عظيم، حيث تم الإعلان عن توحيد المملكة العربية السعودية، بعد ملحمة بطولات خاضها المؤسس المغفور له بإذن الله، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله برحمته - مع رجالاته ومحبيه من أبناء هذه البلاد المباركة، الذين آزروه، لإدراكهم أنه يريد إعلاء كلمة التوحيد، ورفع رايتها خفاقة في سماء الوطن، وتوحيد هذا الكيان العظيم، فقد اتخذ كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، شعاراً لراية الدولة، واتخذ من الشورى منهجاً للحكم وإدارة البلاد، وسار أبناؤه البررة من بعده على هذا المنهج. لم يكن توحيد المملكة العربية السعودية هذا الكيان الشامخ بالأمر السهل، بل جاء بعد تضحيات كبرى استمرت على مدى 30 عاماً بدءاً من استعادة الرياض في عام 1902م ونهاية بتوحيد البلاد في 1932م، وما بينهما القصة الأشبه بالخيال، أبطالها رجال ارتوت الأرض بعرقهم ودمائهم، وشهداء قدموا أرواحهم في سبيل توحيد تلك البلاد الطاهرة وتأسيس دولة يحفها الأمن والأمان والاستقرار. الذكرى التاسعة والثمانون لذلك اليوم تحلُّ في الثالث والعشرين من سبتمبر 2019م، لتعلو فيه المنجزات عنواناً لشموخ وطن وعزَّة مواطن، وإطلاق رسالة إنسانية من مملكة الإنسانية التي توحدت في مثل هذا اليوم من نحو 89 عاماً؛ وخلال تلك الأعوام قفزت عالياً في التنمية بما يجعل كُلَّ مواطن سعودي يفخر بما حقَّقته بلاده من مجد ومنجزات عملاقة. هو اليوم التاريخي الذي يجب أن نستشعر فيه بكل معاني الفخر والاعتزاز ببلادنا وأن نغرسها في نفوس أبنائنا وأن نعتز بكل مسيرة البناء التي بدأها - المغفور له بإذن الله - الملك عبدالعزيز، ومن بعده أبناؤه الكرام وصولاً إلى العهد الحديث الذي ننعم به في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله. ومع حلول هذه المناسبة الوطنية الغالية على كل سعودي وسعودية يجب أن نسترجع كفاح وتضحيات الأجداد والآباء الذين أسسوا وساهموا في بناء هذا الكيان الكبير لتعطينا دافعاً للحفاظ عليه وعلى المكتسبات التي حققها هذا الوطن بحكمة قادته وبسواعد أبنائه المخلصين. إن اليوم الوطني يذكرنا دوماً وعلى مدى أجيالنا المتعاقبة بمسؤوليتنا في الحفاظ على هذا الوطن العظيم المترامي الأطراف والذي شكل توحيده درساً تاريخياً على مدى الأزمان والعصور، لاسيما وأن أوطاناً عربية مجاورة أحاطت بها المحن والحروب، وما زالت تعاني الكوارث، وأن لا شيء أثمن من قيادة حكيمة تولي شعبها الاهتمام، وشعب يبادل حكومته المحبة والولاء. ** ** د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم