منذ مدة ليست بالقصيرة، لم أطمئن إلى فوزٍ هلالي قبل أن تقام المباراة، مثلما اطمأننت إلى كسبه مباراته مع شقيقه الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي في إطار نصف نهائي الآسيوية منذ انتهاء مباراة الذهاب التي جرت في جدة، اطمئناني جاء بناء على جملة من العوامل والمعطيات، لعل من أهم تلك العوامل والمعطيات هو انصراف الكثير من (محلّلي الغفلة) بالحديث إلى أفضلية الحظوظ الاتحادية المتعددة دون التوقف كثيراً عند الحظوظ الهلالية، ودون اعتبار لما يمتلكه الفريق الأزرق من الفوارق والإمكانات إلى حد انه كان بإمكانه إنهاء مسألة التأهل من ملعب الجوهرة المشعة، وليس من محيط الرعب لو وفِّق (جوميز) ورفاقه من استثمار الفرص التي أتيحت لهم في مباراة الذهاب، تلك التحليلات التي ذكّرتني بتصريحات مدرب الفريق الأهلاوي المقال (برانكو) وبعض لاعبيه من معسكرهم الخارجي قبل لقاء الفريق الأهلاوي بشقيقه الهلالي في إطار دور الثمانية من ذات المسابقة، حينما قال إن اللاعبين الأهلاويين لا يشغلهم إلا لقاء الهلال، ذلك التصريح الذي ظلت تردده البرامج الرياضية في قناة العربية على مدى أسبوع تقريباً قبل اللقاء!. تلك التحليلات الإعلامية التي لم تحترم الفوارق والإمكانات الزرقاء وبالتالي قدرته على كسب اللقاء، وكأن العميد سيلاقي أحد الفرق الأقل منه أو حتى المساوية له في كل شيء. من مساوئ تلك التحليلات أنها ضللت الكثير من منسوبي العميد على كافة المستويات، وجعلتهم يعتقدون أن مسألة التأهل على حساب الهلال هي مسألة وقت فقط، لذلك شاهدنا آثار الصدمة على الكثير من الوجوه الاتحادية وشاهدنا الدموع تذرف في المدرجات.. ومن سوءاتها أيضاً أنها ضللت الكثير من منسوبي نادي النصر، حينما أوهمتهم أن الفريق النصراوي هو المؤهل الأوحد ليس لتجاوز السد القطري والمتأهل من الهلال والاتحاد فقط، بل للظفر بالكأس.. فكان ما كان. بالمناسبة: ليست المرة الأولى، ولا الثانية التي تتساقط فيها أنديتنا المشاركة آسيوياً باستثناء (زعيم آسيا وكبيرها). لكي يبرر أحد من الفئة إياها ممن بلغوا من العمر عتيّا لأصحاب المواقف (المخزية) تجاه الهلال عندما يمثل المملكة آسيوياً، يقول في أحد البرامج إن هناك من تشمت بالنصر عندما خرج منذ أيام من البطولة الآسيوية، متجاهلا من قاموا بنحر (القعدان) وتمزيق أوراق العملة وإلقائها في الهواء ابتهاجاً بخسارة الهلال آسيوياً، متجاهلا أيضاً أن هذا التقليد الرديء هو تقليد (أصفر) تمت ممارسته منذ عقود، وقبل أن تعرف آسيا فريق اسمه النصر؟!. ترنيمة للوطن عشق الوطن ما هو مجرد عبارة تنقال ولّا بيت شعر بقصيدة عشق الوطن في القلب مثل المحارة في وسطها الدانة تربّع وحيدة