يتعجب الكثير من المشاهدين من إصرار الإعلامي اللامع (وليد الفراج) على استمرار الاعتماد على بعض النماذج العجيبة كعناصر أساسية في تقديم برنامجه الناجح للمجتمع كمادة إعلامية قيّمة، ويعبّرون عن ذلك بشيء من الاستهجان.. أما أنا فأرى العكس تماماً، فالفراج يقدِّم خدمة جليلة للمجتمع، كيف؟ إذ إنه على الرغم من أننا نعيش أزهى العصور التنويرية في كافة مجالات الحياة وبالتالي فرضية اضمحلال الجهل، وانقراض الجهلاء، غير أنه بإصرار الإعلامي الكبير على استمرار تلك العينة كأدوات للبرنامج، إنما هو يقدمهم كدليل على أن تلك النوعية لا تزال تعيش بيننا، بل وتتصدر المشهد أحيانًا؟! الواحد من هؤلاء (يكذب) ويعلم أنه يكذب، ويعلم أن الناس يعلمون أنه يكذب، ومع ذلك لا يتورَّع عن ممارسة الكذب وتزوير المعلومات، وتزييف الوقائع عياناً بياناً، وتكرار ممارساته تلك دون خجل أو حياء، كذلك دأبهم في الكثير من طروحاتهم على الورق؟! هذه الفئة ذات اللون الواحد، والأنماط الغريبة والعجيبة من التعاطي منتشرة في جميع البرامج التلفزيونية وغيرها من الوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة، ويشكلون فيها (زحمة).. ولكنني فضّلت أن يكون استشهادي ببرنامج (الفراج) نظراً لما يتمتع به من مصداقية وحيادية، والعمل على تقديم مادة إعلامية ذات قيمة وفائدة للمتلقي دون تمييز أو تحيّز. (المصيبة) أن بعض هؤلاء الفئة يعملون في أعظم، وأنبل مهنة وهي (التعليم)؟! فبالله عليكم ماذا يُنتظر من جيل يتلقى تعليمه على أيدي هؤلاء العيّنات من المعلمين بعد أن تشرّبوا أفكارهم وأساليب تعاملهم مع الغير، ولا سيّما أن (الكذب) درجة سفلى {لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}. بالمناسبة: حينما قال أحد أولئك إنه لم يقتنع بكلام الكابتن (سامي الجابر) عن أحد الموضوعات التي تخص البيت الهلالي، قال أحد المشاهدين «عساك ما اقتنعت حتى تقوم ناقة صالح». دعاء (اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة)