في ظل هذا التدافع والتزاحم التنظيري الذي يهطل من كل حدب وصوب.. والذي اختلط فيه الحابل بالنابل، والغث بالسمين.. أضحى من الصعوبة بمكان معرفة الجيد من الرديء.. وكذا الخالي من الغش من عكسه،إلاّ في حالات تفضح ذاتها بذاتها ولا تحتاج إلى أية تفسيرات أو تحليلات ؟!. ** ذلك أن معظم من يتوافدون إلى البرامج الرياضية المتلفزة هذه الأيام، زرافات ووحدانا، ويتم تقديمهم تحت بعض التصنيفات (المزورة)، هم في حقيقة الأمر أبعد ما يكونون عن شرف الاضطلاع المؤهل الذي يمنحهم حق الانضواء تحت ألوية تلك التصنيفات، ناهيك عن شرف تمثيلها أمام الرأي العام أو حتى التحدث باسمها؟!!.* الحديث هنا ما يزال عن جُل وليس كُل.. فهناك بعض الأصوات الناضجة والمؤهلة والمتزنة التي تستحق أن يُصغى لها.. وأن تؤخذ آراؤها بعين الاعتبار ولكنها قلّة، ولكونها كذلك فقد تاهت في زحمة الغث وتدافع (حملة الطبول)؟!. ** هاكم مثلاً على سطوة المحسوبيات: (سارق) المقالات ومن ثم طرحها باسمه على صفحات بعض النشرات، يتم تقديمه -برامجياً- على أنه إعلامي قانوني، بينما هو في حقيقة الأمر ليس سوى (مقلِّد)!!.* (سمسار) يؤتى به ويتم تقديمه للمشاهد بصفته (إعلاميا)، وبعد أن يفترش الشاشة ساعة ونصف، منظراً ومقيماً ومفتياً.. وعند انتهاء الزمن المحدد للبرنامج وبالتالي أوأن تقديم الديباجة المتعارف عليها.. وبعد أن يقدّم المذيع ديباجته متضمنة عظيم شكره وشكر القناة وطاقم البرنامج للضيف (الجهبذ) على تكرّمه وتعطّفه وتواضعه بقبول دعوة البرنامج، متمنياً منح البرنامج شرف تكرار الحضور.. فيرد الضيف بالقول: (أنا ودّي أرد عليك لكن متصدّر لا تكلمني)!!!. ** ولوكنت مكان المذيع لقلت له : (الشرهة ماهي عليك.. الشرهة على من أحضرك) بدلاً من تلك الابتسامة العريضة، بصرف النظر عما إذا كنت أشاطره الميول أم لا، على اعتبار أن مثل هذه المواقف إنما تمثل المحك على مدى قدرة وأهلية ذلك المنبر الإعلامي على تمثيل الإعلام الرافض لأن يكون عبارة عن فرع استراحة تستضيف كل من هب ودب.. هاتان عينتان فقط من طابور طويل جداً تعرفونهم بأسمائهم وسحناتهم، لا تتجاوز مؤهلاتهم لكونهم من فئة (يا بخت من نفّع واستنفع) حتى وإن كان على حساب الدور المفترض مهنياً على الأقل؟!. ما عليكم منهم. ** هذه هي العبارة التي يتداولونها بينهم إزاء أي تناول يكشف الحال المتردي ويطالب بضرورة وضع حد للعبث المستشري في مفاصل واجهتنا الإعلامية المرئية.. مع أن ضبط الأمور وتوجيهها التوجيه السليم لا يتطلب أكثر من استشعار القيمة الحقيقية للمنشأة وبالتالي ضرورة الحرص على أن يواكب ويقترن منتجها بتلك القيمة، والذي يبدأ بالانعتاق من ربقة الوصاية، ومن سطوة تزاحم ذوي الميول المشترك، وبخاصة أولئك الذين لم يستطيعوا، ولن يستطيعوا الفكاك من نزعة (نحن وفريقنا المفضل ومن بعدنا الطوفان)؟!. ** (أقسم بالله) صادقاً، على أن دافعي وراء تناولي المتكرر في هذا الجانب، لا يتجاوز الغيرة والحرص على أن تتبوأ واجهتنا الإعلامية المرئية مكانها المفترض بين مثيلاتها التي تقدم منتجاتها في أبهى وأزهى الصور، ولاسيما وأننا لسنا أقل منهم في شيء.. وأن ما ينقصنا، أو يحول بيننا وبين بلوغ ما بلغوه من مراتب الرضى، هو التخلص من ( إرث) سياسة الاستحواذ التي تضرب أطنابها في مفاصل هذه المنشأة منذ عشرات السنين؟!!. شين وقوي عين!! ** على طريقة الاستشهاد بالأموات، كتب الكذوب (أبوفيوزات ضاربة) مقالاً مطولاً عن مباراة جرت بين الهلال والنهضة قبل أكثر من ثلاثين سنة.. وظّف من خلال مقاله ذاك ردود أفعال أشباهه من الكذابين على نتيجة تلك المباراة ظناً منه بأنه يستطيع تمرير كذبته التي يعلم قبل سواه بأنها واحدة من الأكاذيب التي اعتاد هو وأقرانه على صياغة فصولها ومن ثم تصديرها والترويج لها عبر بعض الوسائل الإعلامية الهابطة التي لا تتورع عن تعاطي هذا النوع من البضاعة الفاسدة؟!!. ** والدليل الصارخ على أنه (كذاب أشر) لا يحتاج إلى الكثير من الجهد لاكتشافه.. فالمباراة المذكورة جرت في بداية الدور الثاني وبالتالي فإن الحديث عن الصعود والهبوط لا يمكن التعاطي معه إلاّ في بيئة مثل بيئته فقط.. هذا جانب.. الجانب الآخر: أن الدوري انتهى باحتلال الهلال للمركز السادس.. أي أنه لم يكن في المركز الأخير أو حتى قبل الأخير لكي يكون هناك ولو مجرد شبهة؟!!. ** ولو كان يتمتع ولو بأقل قدر من الاحترام لذاته، وللقلم الذي يسكب أكاذيبه من خلاله، وللوسيلة التي (يتقيأ) عبرها، لتحدث مثلاً عن مشكلة أو قضية قائمة، والمساهمة ولو بالرأي في حلها - كعنصر- عركته الأيام وأضحى على مشارف أرذل العمر بدلاً من تعاطي الأكاذيب والأراجيف إرضاءً للمدرج الأصفر؟!!. ** ولو كان يتمتع بمثقال ذرّة من قيمة ذاتية، لوضع مباراة الهلال والشعلة التي يقول: إنها كانت القشة التي أنقذت الهلال من الهبوط، في مقارنة مع مباراة الفيصلي والنصر منذ خمسة مواسم فقط، حين جيء بأحد عناصر رابطة المشجعين الصفراء -كحكم- مهمته إنقاذ فريقه من الهبوط على حساب الفريق الفيصلاوي، وهو ما حصل في واقعة تعتبر (وصمة) في جبين الوسط الرياضي؟!!. في الوريد: بالهون يا (سامي) على الربع بالهون أشغلتهم يالذيب لاعب، وهالحين ناظر تراهم من قسا الضيم يهذون عذّبتهم، وارعبت ذولا المساكين تدري، وأنا أدري، واكثر الناس يدرون ليش انّهم من ذِكر(سامي) مجانين