- جميلة تلك الرسالة التي وجهها الشيخ العالم عائض القرني للرئيس العام والتي طالب خلالها بتكريس مفهوم العلم والتنوير والتثقيف للرياضيين، كونهم يشكلون شريحة لا يمكن تجاهلها أو إهمال تأثيرها، فمثله يعي رسالة الرياضة وثورتها التي غزت الجميع بلا إنذار، فلم يطالب الشيخ بمنعها أو محاربتها وتحقيرها، بل كان أكثر حكمة عندما طالب بتطويرها ثقافيا وعلميا. - ضحالة ثقافة الوسط الإعلامي الرياضي لها دور رئيس في غياب تلك الأدوار التي ينشدها الشيخ عائض، وهنا لا نعمم ولكن نتحدث بلغة الأغلبية، فالإعلام الرياضي لا يختلف توجهه عن النزعات القبلية الجاهلية، يتعصب لأتفه الأمور حبا في ناد أو رئيس أو لاعب، ومستعد أن يفتري ويكذب من أجلهم، ويغتاب ويستهزئ بخلق الله، حتى أصبحت الملاحق الرياضية مليئة بزوايا متخصصة في هذا الجانب لا تتورع عن أعراض البشر، فهذا الإعلام مارس شحنا طويلا كان نتاجه الأهازيج الذي تحدث عنها الشيخ عائض. - الإعلام الرياضي أنتج فئة متمردة عانت كبتا طويلا لم يحرك تجاهه لا رئيس أو وزير أي ساكن، فلا أقول من الطبيعي ولكن من الواقعي مشاهدة ذلك الكم من السباب في المواقع الرياضية لأنهم وجدوا متنفسا بعد خنقوا «فكريا» لسنين من أصحاب باطل ومنافع. - يعرف مثل الشيخ عائض تأثير الإعلام وآثاره العميقة إذا تم استخدامها لغايات شخصية، فأمثلة طعن كاتب بآخر وتخوين واتهام أطراف لا ينحصر أثره عليهم، بل يتجاوزه لجمهور فيتشرب مثل تلك الأفكار العدائية بشكل يومي ومكثف. - مع مثل هذا الواقع، نتعشم بمثل الشيخ عائض أن يقلله حتى ينتزعه، فمثل طرحكم وزياراتكم للأندية وتواصلكم عبر وسائل التواصل المتعددة سيكون لها أثرها الإيجابي في نفوس الشباب المحبين للرياضة، فالإعلام ضبطه سيطول لأن هناك عوامل لن ترضى بذلك التحول ببساطة، والمهمة لن ينجح بها سوى أمثالك، فحديثك كان له أثر عميق في نفوس الجمهور ولكن يحتاجون للمزيد من الجرعات حتى يتشربوا فكرا غير الذي زرع في عقولهم واستعداء أنفسهم على كل من يخالفهم.