يهتم بعض رواة ومدوني الروايات التاريخية بتوثيقها، عبر روايتها أو تدوينها، والاهتمام بحفظ تلك المرويات، ينبغي أن ينضبط بضوابط تجعل روايتها أقرب للصواب، إذ قد لا يسلم بعضها من الزيادة أو النقص أو عدم التصور الصحيح لها، سواء من الراوي أو من المتلقي، إمَّا للغموض فيها أو للنقص المخل في شيء منها أو لعدم معرفة معنى كلمة وردت فيها؛ لأنَّها لم تعد مسموعة في المجتمع، أو لاختلاف ألفاظ روايات لخبر واحد، وكما هو معلوم أنَّ لكل لفظٍ معناه الدلالي، فتُفهم على أوجهٍ متعددة قد يناقض بعضها بعضاً، فيكثر الغلط وقد يُساء الفهم، وعلى هذا فينبغي الضبط والدقة رواية وتوثيقاً، والتوسُّط مع الروايات، حال تلقيها وروايتها، فإنَّه لا أضرَّ عليها من هوى أو ظنٍّ أو حدس أو استنتاج لم يُبن على فهم صحيح. وبما أنَّه كثر المتناقلون لروايات مختلفة، سواء كانت في تاريخ تأسيس بلد أو معلم تراثي أو غير ذلك، فهل يمكن إقامة دورات تثقيفية من قبل دارة الملك عبدالعزيز رحمه الله أو من قبل أقسام التاريخ في جامعاتنا، تدعو وتُرشد المهتمين بتلك الروايات إلى أهمية الدقة والضبط عند تدوينها ونقلها؟ إضاءة: من أهم ما يكون عناية بمرويات التاريخ رواية وتدويناً الاعتناء بها ضبطاً ودقة حتى يفهمها المتلقي فهماً صحيحاً. ** **