الحمد لله على كل حال، ففي يوم الاثنين 26-11-1440ه الموافق 29-7-2019م فُجعت أسرة الضلعان بمدينة الرس بفقد عميدها الشيخ ناصر العبد الله المنصور المحمد الضلعان - رحمه الله - بعد معاناة مع المرض لسنوات عدة، ولا نقول إلا كما قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وفقده في هذا الزمن يعدُّ مصيبة عظيمة وخسارة فادحة نادراً لا تُعوض، وذلك لأمور عديدة منها: 1 - ولادته وأعماله: وُلد بالرس عام 1346ه، وعاش رجلاً عصامياً، حيث عمل مشرفاً على السيارات لدى الكعكي بعفيف ولمدة ست سنوات من عام 1371 - 1376ه. وفي تاريخ 15-8-1377ه انتقل إلى الرياض وعمل محاسباً بوزارة الزراعة وتم تقاعده بتاريخ 10-7-1410ه - وأحسب - أن حياته ومعه أولاده كان حليفها الكفاح والنجاح. 2 - سيرته ومسيرته: عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم وكفُّوا عن مساوئهم» - وأحسب - أن أبو عبد الله كان يمثل البقية الباقية من أجدادنا وآبائنا، حيث كان نقي السريرة وصافي السيرة، فهو لا يحسد ولا يحقد ولا يعاتب ولا يحاسب، ورأيته وهو يواسي المرضى ويعزي الموتى، وأمام مرض طارئ ألَمَّ بي قبل سنوات عدة كانت زيارته لي بمنزلي وهو مثقل ويتوكأ على عصاه -رحمه الله. 3 - وجاهته وشفاعته للناس: نفع الناس بوفاء وسخاء لا يوفق إليها إلا الفضلاء من الناس، وأحسب أن أبو عبد الله في مقدمتهم. وفي الحديث: «خير الناس أنفعهم للناس». ولن أتكلم من فراغ ففي عام 1393ه فزع معي مسرعاً إلى معالي محمد العميل من أجل نقل عملي من التدريس إلى العمل القيادي التربوي، وتحقق لي فوراً ما أريد. وفي عام 1423ه هبَّ معنا مسرعاً إلى معالي الشيخ منصور المالك لتعيين ابني بعد تخرجه من معهد الإدارة العامة، رحم الله الجميع وجزاهم الله خيراً. 4 - عمل جليل ورد للجميل: دعوة للاقتداء والدعاء وقياماً بالشكر وكسباً للأجر فإننا جميعاً ومعنا فقيدنا الغالي أبو عبد الله - رحمه الله - بحاجة إلى الدعاء عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل: ولك بمثل ذلك». ثم لا ننسى الاستغفار له ولأنفسنا عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة». فالبدار البدار.. وإننا لفقدك يا أبا عبد الله لمحزونون. ** **