في يوم الخميس 21-10-1434ه، انتقل إلى رحمة الله تعالى فقيد المعلمات فضيلة الشيخ الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً -رحمه الله تعالى- وفقده ووفاته ووقفاته مع المعلمات خاصة آثار مشاعري قبل قلمي. وأحسب أن فضيلته والله حسيبه ممن عناهم الله تعالى بقوله: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} وممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس»، وفي حياته وحتى مماته شعرت بعقلي وسمعت بأذني وفي عدة مجالس بأن الناس يثنون عليه خيراً، والخلق شهداء الله في الأرض كما ورد بالحديث. لقد أحس فضيلته بما تحتاجه المرأة عامة والمعلمة خاصة من رعاية وعناية، حيث أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً قائلاً: (خيركم خيركم للنساء)، وبالمقابل حذر عليه الصلاة والسلام من ظلمها وهضم حقوقها واستغلال ضعفها الفطري قائلاً: (إني أحرج عليكم حق الضعيفين: اليتيم والمرأة). ولقد أدرك فضيلته بعقله وعدله أن المعلمة هي الأم والزوجة والأخت وأنها حملت أعباء أو تحملت أعداء من جميع الجهات وعلى جميع الجبهات، وأنها تحملت ما لا تطيق وشعرت مع ضعفها بالضيق ومن هنا بادر فضيلته -رحمه الله- بإزالة كثير من العقبات عند تعيين المعلمات وفي الوقت نفسه وقف موقفاً إنسانياً لا ينسى، ففرج كثيراً من الكربات أيضاً عند نقل المعلمات، وأسأل ربي سبحانه ألا يحرمه ما قدم له من دعوات. نعم فذكره ومآثره ما زالت مزروعة بالقلوب وصدق الشاعر إذ يقول: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أمواتورداً لبعض جميلة -رحمه الله تعالى- وحتى لا ننساه أمام مغريات الحياة ومُلهياتها وهي كثيرة، لذا فإنني أُوصي محبيه وعارفي قدره ونائلي فضله وفي مقدمتهم إخوانه وأولاده وزملاؤه وأقرباؤه بالتعاون والتذكير والعمل بما يلي: أولاً: استمرار الدعاء له يومياً رحمة به وبأنفسنا وعملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الغائب لغائب قال له الملك ولك مثل ذلك). ثانياً: ديمُومة الاستغفار له ولأنفسنا عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة). ثالثاً: عمل صدقة جارية ينال أجرها كما ورد بالحديث: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وحتى نشعر جميعاً بانشراح الصدر ولكي ننال كثيراً من الأجر فإنني أُوصي بالليُونة والمرونة عند تعيين المعلمات وعند نقلهن وأن نراقب الله تعالى في ذلك، مستشعرين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، سائلاً المولى جل جلاله أن يهب لنا الصبر والسلوان وأن يرزق فقيدنا رحمه الله تعالى العفو والغفران. - صالح بن منصور الصالح الضلعان