حرَّك مشاعري وفاة أستاذنا العزيز معالي محمد بن صالح العميل -رحمة الله تعالى عليه- فجر يوم الثلاثاء الموافق 19-10-1439ه فهو أحد خريجي الدفعة الثانية من كلية اللغة العربية بالرياض عام 1378 ومنذ تخرج معاليه مارس أعمالاً قيادية رائدة خدم فيها دينه ثم مليكه ووطنه. وعملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم». وأيضاً أملاً بالاقتداء ثم دعوة لمعاليه بالدعاء فإنني من واقع عملي وتعاملي مع (أبو عبد الله) رحمه الله، ولسنوات محدودة - أحسب - أن معاليه من نوادر الرجال، وكان يتميز بأخلاق حسنة وخصال حميدة أهمها: تواضعه مع خلقه الجميل الذي ملك بهما محبة الناس، نفعه للناس بعيداً عن المصالح جعله من خير الناس، إنزال الناس منازلهم وتقديرهم فأحبه الناس. ولي مع أبو عبد الله مواقف تدل على نبله وخلقه ونفعه ففي عام 1393ه وعندما كان مديراً للتعليم بمدينة الرياض طرقت باب منزله بحي الملز بالرياض وبصحبتي إبن عمي وعميد أسرتنا ناصر العبد الله الضلعان، ومعاً فتح لنا قلبه وبابه، ومن خلال نقاء قلبه وبريق عينيه عرفه قلبي قبل قلمي، وقلبي ولله الحمد هو دليلي ويعرف صدق معادن الرجال ووفق مصلحة العمل وافق من الغد بنقلي قريباً من منزلي وتغيير عملي الذي كان نقطة تحول في حياتي فجزاه الله خيراً، وملك أبو عبد الله قلوب الخلق أثناء عمله، وأيضاً بعد تقاعده وفي عام1430ه أخبرته بقيامي بإعداد كتاب عن سيرة والدي وأسرته وشجعني على ذلك، وأمدني بالمبادرة والمسارعة وهو من الأوفياء الذين يعرفون لوالدي قدره وفضله وتدور الأيام دورتها، ومع أنني أحاول جاهداً ألا أنسى أبو عبد الله وأمثاله من الأوفياء من دعواتي ورغم تقصيري إلا أنني كنت على تواصل مع معاليه. ومع بداية عام 1493ه خرج إلى النور كتاب أعددته عن والدي وعنوانه: والدي قاضي ثريبان الشيخ منصور بن صالح الضلعان سيرته وأسرته. وهاتفت (أبو عبد الله) وبشرته بخروج الكتاب، وطلبت زيارته باليوم المخصص لزيارته فأبدى سروره رغم مرضه وتقريباً وبالشهر الخامس من عام 1439ه تشرفت بزيارته ورغم وطأة المرض إلا أن الأمل كان يصارع الألم وأبدى سروره بكتاب الوالد مع ما كان لديه من تراجم عن محبيه من أهالي الرس وغيرهم. يقول الامام الشافعي رحمه الله: لذا، أوصي نفسي ومحبي هذا الرجل وعارفي فضله بالدعاء له.. ولهم بمثله إن شاء الله. ** **