1. ثلث حياة البشر مخصص للنوم.. إذا زاد فهو مرض وإذا نقص فهو مرض.. ولطول مدته في حياة الإنسان فهو في حقيقته حياة أخرى.. فحينما نحلم نعيش الواقع الافتراضي بانفعالاته حتى نستيقظ إما فزعين من كابوس أو فرحين بالمتع التي كنا نعيشها في حلمنا. 2. في حالات ننام بعمق وفي أخرى يكون نومنا متقطعاً.. منا من ينام بمجرد أن يضع رأسه على الوسادة ومنا من يعاني من الأرق.. ومنا من ينام في أي مكان وأي زمان وأي وضع ومنا من لا ينام إلا على فراشه.. منا من يحلم ويتذكر أحلامه ومنا من لا يحلم أو لا يتذكر أنه حلم.. وكلنا تؤثر على منامنا حالاتنا النفسية والجسدية والفكرية.. فأي تغيير فيها يحفز الانتباه وربما الأرق. 3. أحلام المنام لها وزن معتبر في حياتنا.. فقد تكون رؤيا لها معنى.. وقد تكون نتيجة تأثير لقاء أو حَدَث أو وجبة دسمة.. وهذا مناط اهتمام العلماء منذ أبقراط مروراً بفرويد إلى يومنا هذا. 4. تفسير أحلام المنام هو مجال واسع للاستكشاف.. فالطبيب النفسي يجعله وسيلة للكشف والتشخيص ومن ثم العلاج.. أما المفسر فهو إما مبِّشر أو محِّذر. 5. يتفق علماء النفس ومفسرو الأحلام على أن الأحلام تحمل رسالة من المهم أن يفطن إليها صاحب الحلم.. كما يتفقون على أن الحلم إما رسالة يتلقاها الفرد من داخله أو يتلقاها من الخارج! 6. علماء الدين في كل الأديان يرون أن النوم ما هو سوى اتصال بالسماء.. وأن الإنسان يعيش حالتين: الأولى اليقظة، وهذه يدرك فيها الإنسان أمور الحياة من خلال الحواس الخمس.. والثانية حالة النوم، حيث تنتقل فيها الروح من المحسوس الظاهر إلى الخيال المتصل. 7. في القرآن الكريم إشارات إلى أن الرؤى المنامية تحمل رسائل للإنسان من وسائط خارجية.. وهي إما مبشرات أو منذرات أو منبهات أو مخبرات عن طبيعة السنوات القادمة.. في الإسلام تنقسم الرؤيا إلى قسمين: قسم يأتي من خارج الذات.. وقسم آخر هو حديث النفس ويسمى «أضغاث أحلام». 8. علماء النفس يرون أن الأحلام ليست سوى مواجهة مع النفس.. تحملنا إلى زوايا عميقة فيها لم نعد نذكرها رغم أنها محفورة في ذواتنا.. مثل الطفولة والقهر والحرمان والرغبات الجامحة. 9. الخلاصة: هناك من يرى أن ثقافة النوم بأهمية ثقافة اليقظة.. وأنه يمكن استثمار ساعات النوم في اكتساب المعرفة.. وبذلك يصبح الإنسان واعياً عمره كله.. وليس في جزءٍ منه فقط!