أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أنَّ نعمة النوم من النعم التي أنعم الله بها على عباده, فترتاح فيه أبدانهم وتسكن فيه حركاتهم وتطمئن فيه نفوسهم ولا يعلم قدر هذه النعمة إلا من سلبها بمرضٍ أو أرق أو هموم وغموم. وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: إن النوم نعمة ذكَّرَ الله فيها العباد وجعله آية من آياته قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُون ), حيث يعلو الإنسان في هذا النوم ما يقلق راحته ويقض مضجعه ويجعله في قلق في منامه، ولهذا فإن الله جل وعلا يتوفاه به وفاةً صغرى قال الله تعالى في كتابه العزيز: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ). وأضاف : إنًّ الرؤى والأحلام أمر فطري عرفه الناس من القدم وتأتي الإنسان في منامه، وهذه الرؤيا وهذه المنامات حق عند أهل السنة والجماعة، والرؤى على أقسام ثلاثة إما أضغاث أحلام أو موقف باليقظة يتمثل له في حال نومه أو رؤياً صادقة أو رؤياً مبشرةً أو محذرة, حيث بيَّنت الشريعة أحكام الرؤى وأصل ذلك في كتاب الله كما قصَّ الله عن نبيه يوسف عليه السلام وعن إبراهيم عليه السلام، والرؤيا الصالحة كانت مبدأ الوحي لنبينا صلى الله عليه وسلم فكان أول ما بدأ أنه يرى الرؤيا الصادقة التي يراها في منامه فيصبح يراها كبزوغ الصبح واضحة أي أنه يراها في اليقظة بالعين كما رآها في منامه. وبين سماحته أن الإسلام بيَّنَ أحكام الرؤى فأخبر أن هناك أضغاث أحلام أي مرآي لا قيمة لها ولا اعتبار لها وإنما هي من الشيطان يحزن بها إبن آدم، وهناك مواقف في النهار يعيشها الإنسان في حياته فيراها في منامه، وهناك الرؤيا الصادقة التي يراها وهي جزء من 46 جزءاً من النبوة كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وقال : إن من المصائب ما يقوم به البعض في بعض المحطات الفضائية من إتخاذ برنامج عام لتحليل الرؤى فيكثر المتصلون بمثل هؤلاء فيعطونهم من الرؤى التي رأوها في منامهم كأضغاث أحلام التي لا داعي لها ولا اعتبار لها وإنما هي أضغاث أحلام، لكن هؤلاء اتخذوا هذا التعبير في هذه القنوات لأمورٍ مادية يأخذونها ويعطون المعبر شيئاً والمحطة شيئاً آخر فيكون ذلك سبباً لترويج هذه المحطات واكتسابها من وراء ذلك , مبيناً أن تأويل الأحلام حق لكن لا ينبغي الكذب فيه ولا التدليس وإنما يتبع فيه المسلم تعاليم الشريعة الإسلامية التي جاءت بما فيه الخير والصلاح, ورؤيا الأنبياء حق كما بيَّنَ الله عن إبراهيم عليه السلام لما رأى في المنام أنه يذبح ابنه ( قال يابني إني أرى في المنام إني أذبحك فأنظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين ). // يتبع // 18:24 ت م تغريد