معلوم أن أي متابع أو ناقد يكتب أو يتحدث بإسهاب عما اعترى مراحل مسيرتنا الكروية الماضية من أوجه القصور على صعيد رئاسة اتحاد الكرة تحديداً فلن يجافي الحقيقة مهما كتب أو تحدث، نظراً لكثرة جوانب ذلك القصور وفداحتها في أحايين كثيرة، ولن أستثني من ذلك أياً من الإدارات التي تعاقبت على إدارة دفة الأمور، بما في ذلك الإدارات المنتخبة، والتي يفترض أن تكون الانتخابات قد أفرزت إدارات قادرة على إدارة الأمور بكفاءة عالية، غير أن الذي حدث هو العكس تماماً، فكلما جاءت إدارة تحسرنا على التي قبلها رغم ما اكتنف سابقتها من أخطاء بعضها (كارثية). من تلك الأخطاء عدم الجدية في تطبيق اللوائح والأنظمة، ومنها ضعف بعض تلك الإدارات، ومنها أيضاً ارتهان بعض تلك الإدارات لأطراف لها مصالح خاصة، على الرغم من أن تحقيق تلك المصالح على حساب المصلحة العامة وعلى حساب هيبة (المرجعية)، كما أن من أوجه ذلك القصور هو عدم التمحيص في قدرات رؤساء بعض اللجان الهامة ومدى إمكانية تخلصهم من رواسب وتأثيرات الميول، وخاصة اللجان (العدلية)، إذ إن قدرات تلك اللجان على تحقيق تطبيق المساواة في تطبيق الأنظمة واللوائح بين الجميع، إنما يصب في خانة نجاح المنظومة كاملة، والعكس بالعكس. ما ذكرته آنفاً من أوجه قصور تلك الإدارات الموقرة ماهو إلا غيض من فيض، وإلا فإن القائمة طويييييلة. هذه الأيام لدي إحساس عميق وتفاؤل كبير بأن مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد برئاسة الأستاذ (ياسر المسحل)، إن شاء الله سيعوض الوسط عن كثير مما عاناه، وسينسيه الكثير من الغبن والمتاعب التي لازمت الإدارات السابقة دون استثناء، لماذا؟ لأنه ابن الوسط الرياضي، ولأنه قد عايش عدة إدارات متعاقبة وبالتالي معرفته بالكثير من المسالك التي من الممكن أن تؤدي إلى النجاح، كما ألمّ بعوامل القصور التي قد تؤدي إلى الفشل (لا قدر الله). وهنا أهمس في أذن الأستاذ ياسر وأقول: طبقوا الأنظمة على الكبير قبل الصغير ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم وبذلك تُريحون وتستريحون وتفلحون بحول الله وقوته. داعياً الله لكم بالتوفيق والسداد لخدمة رياضة الوطن والسير بها قدماً إلى حيث يجب أن تكون.