ينتظر الشارع الرياضي في المملكة ثاني أهم حدث رياضي لهذا العام بعد الخصخصة، وهو انتخابات اتحاد كرة القدم التي ستجري يوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر الحالي، والتي سيخوضها أربعة مرشحين لمنصب الرئيس، وثلاثة لمنصب نائب الرئيس. الخطوة من حيث حداثة التجربة الانتخابات الثانية ، تعتبر مثالية جداً، وتعكس ارتفاع مفهوم ثقافة الانتخابات، وبالتالي فهي تشير إلى نجاح تجربة الانتخابات الأولى، على الرغم من كل العواصف التي قابلتها، ولكنها تظل تجربة كان لابدّ لنا أن نخوض غمارها. لم يتبق في عمر الاتحاد الحالي غير أيام قليلة، لتبدأ رحلة جديدة مع اتحاد جديد، عليه أن يستفيد من أخطاء الاتحاد السابق، ويعمل على تلافي كل السلبيات، وأن يكون الحكم بينه وبين الأندية، تطبيق الأنظمة واللوائح، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع. لكن ذلك لن يتحقق في تصوري، ما لم تتغير الوجوه السابقة التي رأست اللجان، والتي لم تصل بعملها إلى درجة إقناع الشارع الرياضي، فبات التغيير مطلب المرحلة المقبلة، إن أراد الناخب ورئيس الاتحاد الجديد النجاح في مهمتهم، وتغيير تلك الصورة السلبية التي ارتبطت بالاتحاد الحالي، على الرغم من نجاحاته الأخيرة. قبل أن يقدم أي مرشح برنامجه الانتخابي، عليه أولاً أن يفصل عمله عن ميوله، فلا يكن سلبياً، ولا تابعاً، بل مستقلاً، وأن يكون صاحب قرار، إذا أشكلت الأمور على اللجان، وللرئيس المقبل أكبر مثال في رئيس الاتحاد الحالي، الرجل الخبير، وابن اللعبة أحمد عيد ولكنه عندما أعطى بعض اللجان صلاحيات مطلقة، وانزوى بعيداً، ارتفعت أصوات الأندية والجماهير معترضة أحياناً، ومشككة في أحايين أخرى. أما البرنامج الانتخابي، فهو دائماً ما يتحوّل إلى ما يشبه "الحبر على الورق"، حتى وإن ارتفع سقف التطلعات والأحلام، فإن الواقع الذي نعيشه الآن يفرض ويطلب من المرشح أياً كان أن يكون واقعياً، وليبدأ من حيث انتهى الاتحاد الحالي، مع أهمية أن ينطلق الاتحاد الجديد من الداخل، ويكون ذلك بخلق بيئة عمل داخلية منفتحة على الأندية والإعلام، وتعمل بشفافية، وأن يعمل مع الرابطة على تحسين بيئة الملاعب، لتتحقق معادلة الترفيه والتجارة. لقد أصبحنا على أبواب اتحاد كرة جديد، برئيس جديد، وفكر جديد وهذا ما نأمله ، وكل ما نتمناه أن ينظر الناخبون إلى مصلحة كرة القدم السعودية، التي هي من مصلحة الأندية، وما عدا ذلك، فإن تحديات المرحلة المقبلة لكرة القدم السعودية أندية، ومنتخبات على المستوى القاري والعالمي، تتطلب عملاً كبيراً يعيد كرة القدم السعودية إلى مكانتها القارية، تصنيفاً، وبطولات. وهنا، سأستثني من الاتحاد الحالي المنتهية فترته بنهاية هذا الشهر، واحداً من اكتشافات اتحاد عيد ، وهو الأستاذ ياسر المسحل، رئيس رابطة المحترفين، الذي أتمنى أن يكون متواجداً في الاتحاد الجديد، ليكمل عمله في الرابطة، والذي وجد قبولاً لدى كافة الأندية، لم تصنعه العاطفة، بل صنعه العمل المنظم والجاد، والرغبة في التطوير، وتلك هي أهم متطلبات المرحلة المقبلة. إلى اللقاء ،،، abdullahshaikhi@ مرتبط