مواكبة للتوجيه الكريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- لدعم مشروع ترميم عدد من المباني الآيلة للسقوط الواقعة في منطقة جدة التاريخية مساهمة من سموه في مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للمملكة، وذلك ضمن مشروع شامل للحفاظ على المواقع ذات القيمة التاريخية والثقافية من أي مهددات قد تؤدي إلى زوالها، ويعكس ذلك اهتمام سموه الكريم وحرصه الشديد على المباني التاريخية في المملكة والمحافظة عليها، وتأكيداً على عناية القيادة الرشيدة على استمرارها وبقائها كشواهد حضارية وبقائها كدليل على العمق الحضاري للمملكة، وانسجاماً مع متطلبات منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لتسجيل جدة التاريخية في سجل التراث العالمي المتوافق مع رؤية المملكة 2030، مع توجيه سموه الكريم بأن يتم الترميم بسواعد وطنية من الشباب السعودي، وتحت إشراف فنيين ذوي خبرة بالمباني التاريخية، وأن يتم التنفيذ وفق التصميم العمراني المميز لجدة التاريخية وعناصرها المعمارية الفريدة، إذ إن بعض البيوت يحمل معالم أثرية يزيد عمرها على 500 عام. وحرصت الهيئة العامة للأوقاف وبحكم نظارتها على عدد كبير من الأوقاف من مباني ومواقع تاريخية في هذه المنطقة على العناية بها والعمل على تطويرها لتحقيق أهداف الموقفين في الاستمرار من الانتفاع من أعيان أوقافهم، وبما تتواكب مع تطلعات القيادة الرشيدة في تطوير المنطقة التاريخية في جدة وجعلها أنموذجاً مميزاً يحكي إرثًا تاريخياً كبيراً ويكون شاهداً على عراقة هذه البلاد المباركة ومكانتها الحضارية. واستجابة لتوجهات القيادة الرشيدة في هذا المجال، فقد صرَّح معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأوقاف م. أحمد الراجحي بأن مبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد تأتي امتدادًا للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة -أيدها الله- وعلى مختلف الأصعدة لتحقيق تلك الرؤية الثاقبة والتي تعد بمستقبل مشرق لإبناء هذا البلد المعطاء. وبيَّن الراجحي أن القيمة التاريخية والحضارية والإسلامية للمواقع التاريخية الوقفية في هذه المنطقة ستكون أحد عوامل الجذب السياحي الكبير لهذه المنطقة، وسيخلق فرصاً استثمارية كبيرة، وسيعزز من تمكين الشباب السعودي في تطوير هذا البلد المبارك، حيث إن مشاركة الشباب في تطوير هذه المواقع سينتج عنه اكتسابهم مهارات وخبرات كبيرة وسيخلق فرصاً وظيفية كبيرة مما سينعكس أثره على التنمية. وبيَّن الراجحي أن الهيئة العامة للأوقاف سيكون لها دور فاعل في تحقيق هذه الرؤية الثاقبة لهذه المنطقة الواعدة وستعمل على الإسهام في تطوير ما يخصها من مواقع أثرية وتاريخية، وسيتم تطويرها بأيدٍ سعودية وشركات وطنية، مثمناً هذه المبادرة والتي تعد أحد المبادرات النوعية والتي ستجعل من هذا البلد وطناً طموحاً بقيادته الحكيمة وبسواعد أبنائه الأوفياء - بإذن الله. ومن جانبه صرَّح محافظ الهيئة العامة للأوقاف الأستاذ عماد بن صالح الخراشي بأن الهيئة العامة للأوقاف ومن منطلق مسؤوليتها عن الأوقاف ورعايتها في هذه المنطقة المهمة فقد خصصت مبلغ 100 مليون ريال لترميم عدد من المباني الوقفية العتيقة والأربطة القديمة والمساجد التاريخية القديمة التي لم تشملها قرارات الترميم، والتي ستسهم في تطوير الأوقاف في هذه المنطقة لتكون أحد الشواهد التاريخية في منطقة جدة التاريخية ويسهم في المحافظة عليها وتطويرها، وتحقيق أهداف الموقفين. وأشار الخراشي إلى أن موقع جدة الحيوي والإستراتيجي وما تحتويه من إرث تاريخي إسلامي يتطلب طرح مبادرات نوعية من جميع الجهات ذات العلاقة لتطوير المواقع التاريخية فيها، والاهتمام بالتراث، وإبراز المعالم المتميزة التاريخية الحضارية. وأبان الخراشي بأن الأمل معقود على الأوقاف بأن تسهم في تطوير ما يخصها من مواقع في هذه المنطقة لتكون أحد الشواهد التاريخية الحضارية، وبين أن العمل قائم للانتهاء من وضع خطط لتطوير هذا المرفق المهم ليؤدي دوره المنوط به كنظام اقتصادي واجتماعي يسهم في بناء كيان متكامل يواكب التقدم الحضاري الذي تشهده المملكة. واختتم محافظة الهيئة العامة للأوقاف حديثه بتقديم الشكر والتقدير لسموه الكريم والحكومة الرشيدة على الجهود المباركة في الدعم والتأييد المتواصل والتوجيه الدائم للقيام بالإصلاحات الوقفية الشاملة بما يعزز من الدور التنموي للأوقاف ويعود على هذه البلاد المباركة بالنماء والازدهار.