صدر حديثا 2019، كتاب بعنوان «أقلام تروي»، من إعداد الدكتورة نورة بنت صالح الشملان، حيث جاء الكتاب في ست وثمانين وخمسمائة صفحة من القطع الكبير، الذي استهلته الشملان بإهداء قالت فيه: «إلى كل من أحب سليمان السليم أهدي هذا الكتاب»، قائلة نورة عن الكتاب: «أضع بين يدي القارئ الكريم هذا الكتاب الذي جمعت وريقاته كما يجمع الصائغ حبات اللؤلؤ، ضنينا بها، ووجلا من ضياعها، لأنها كتبت بنبضات القلب ، لا بحبر القلم، فهي تزخر بالشوق لمن غادرني ولا زال الغائب الحاضر في كل لحظة أعيشها، فقد كان فراقه صدمة قاتلة هزت كياني، ولولا إيماني الشديد بقضاء الله وقدره ، ويقيني أن كل نفس ذائقة الموت، لتحولت إلى إنسانة محطمة». وتمضي نورة في تقديمها لهذا الإصدار الذي ينبئ القارئ عن أجواء فكرة إصدار الكتاب، قائلة : «بعد أن هدأت نفسي أخذت أقلب المقالات التي كتبت عن سليمان السليم، وقرأتها بإمعان، ولمست فيها الصدق والحب والتقدير، فقررت لمّ شتاتها، والاحتفاظ بها، واقترح عليَّ أحد المحبين للمرحوم أن أجمعها في كتاب عنه؛ ففكرت في الموضوع ووصلت إلى قرار أرجو أن أكون قد وفقت فيه، وهو استكتاب محبيه وأصدقائه، فأسعدني ما وجدت من تفاعل واستجابة وتشجيع، ولكن الاستجابة شيء والعمل شيء آخر». أما عن الشروع (العملي)، في إنجاز فكرة هذا الإصدار، فقد وصفته الشملان بقولها : «لقد بدأت رحلة طويلة محرجة من المتابعة واستحثاث المستكتبين على الإنجاز، وعلى الرغم من الرغبة الصادقة في المشاركة في الكتاب عند الجميع بلا استثناء، إلا أن البعض وجدوا أنفسهم غير قادرين على خط حرف، إما بسبب قوة العاطفة، أو بسبب بعدهم عن عالم الكتابة، واعتذر بعضهم عن عدم مقدرته لأن ثقافته الأجنبية حالت دون إجادة الكتابة بأسلوب عربي سليم، وفضل آخرون أن يرسلوا مشاركتهم صوتية؛ ومن هنا وصلت المشاركات بطرق متعددة، فيها الرسائل الصوتية التي عملت على تفريغها كتابيا وتهذيبها بالتخلص من التكرار والاستطراد، دون المساس بمضمونها، وفيها شهادات مكتوبة، وجدت في أكثرها ما يحتاج إلى تنقيح وإعادة تدوين، فنشطت إلى ذلك مراعية أشد المراعاة، بالأمانة في الحفاظ على محتواها الأصلي؛ ولا شك أن ذلك عمل شاق لا يدركه إلا من مارسه، وزاد طموحي في تغذية الكتاب، فرأيت من الملائم أن أعود إلى كتابات سليمان في الصحف في السبعينيات من القرن الماضي، فبدأت رحلة بحث أدركت فيها ضعف التوثيق في المكتبات والصحف، ولكنني استطعت الوصول إلى الهدف بالصبر والمثابرة». وقالت نورة، في هذا السياق : «هذه بعض الصعوبات التي واجهتني في إعداد هذا الكتاب»، واصفة منهجها في إعداد الإصدار بقولها : منهجي في إعداد الكتاب تضمن المقدمة، فالفصل الأول، وهو إضاءات على حياة سليمان السليم، كما يتضمن ترجمة موجزة عن حياته؛ بينما جعلت الفصل الثاني من الكتاب، بعنوان : «أيام سعيدة معه»؛ أما ثالث الفصول فقد خصصته لإسهامات سليمان السليم في الإعلام؛ بينما جعلت الفصل الرابع، بعنوان: «بعيون محبيه»، وقد ضمنته شهادات الإخوة الذين كتبوا عنه مرتبة بحسب حروف المعجم، حيث أعقبت ذلك بخاتمة الكتاب، التي أتبعتها بملحق يشتمل على ملف للصور». متمنية الشملان أن تكون حققت الهدف المنشود من هذا الإصدار قائلة: أرجو أن أكون قد أفلحت في عملي هذا، الذي لا يصل إلى المكانة التي احتلها الفقيد في نفسي؛ موجهة شكرها إلى كل من أسهم معها في إعداد هذا الكتاب، حيث كان في مقدمة من وجهت نورة شكرها إليهم، الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، الذي كان أول من باحت له الشملان برغبتها في إصدار هذا الكتاب، لتجد منه المؤازرة والتشجيع، مثنية في حديثها بالشكر للدكتور خليل كردي، الذي دل الشملان على بعض أصدقاء السليم لاستكتابهم، شاكرة أيضاً الأستاذ خليفة الوهابي الذي كان مرجعا لتوثيق ما جاء في بعض الشهادات من أحداث خلال عمل السليم، معبرة عن شكرها للدكتورة بسمة عروس التي اشتركت مع الشملان في مراجعة النسخة الأخيرة من الكتاب، معبرة عن شكرها لخليل أحمد بلاص، الذي قام بطبع الكتاب وإخراجه قبل تقديمه إلى المطبعة، مختتمة حديثها في هذا السياق بشكر ابنها ماجد سليمان السليم الذي رافق والدته في المتابعة لهذا الإصدار، وبخاصة ما يتعلق بالفسح الإعلامي.