مما يسرني أن أكتب عن قامة علمية كالأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس أستاذ التاريخ في جامعة الملك خالد بأبها، أو كما يسمونه «مؤرخ تهامة والسراة» وأن أبين بعضاً من انجازاته فهو لم يألُ جهداً في توثيق تاريخ منطقته»عسير والقنفذة وجازان والباحةونجران» وأن أشير لتلك المكتبة الضخمة التي يمتلكها وما تحويه من المخطوطات والوثائق النادرة، وهذه المكتبة قال عنها أستاذنا محمد ابن حميّد إنها ثروة فكرية هائلة يتسائل ونحن أيضاً نتسائل معه ماذا سوف يكون مصيرها بعد غياب صاحبها الأبدي؟ والمجال هنا لا يسمح لذكر مناقب ابن جريس فهو ليس بحاجة لثنائنا وعلى ما قدم ولكوننا بصدد الحديث عن أحد منجزاته العلمية وأن نطلع المهتمين والباحثين بلمحة عن هذا الكتاب وكونه يشتمل على دراسات تاريخية كتبها متخصصين وباحثين من منطقة الجنوب، حيث صدر حديثاً كتابه الذي يحمل عنوان (القول المكتوب في تاريخ الجنوب الجزء الثامن) والكتاب يتناول ويأتي استكمالاً لسلسلة من الدراسات النقدية عن تاريخ الجنوب وقد صدر منه حتى الآن ثمانية أجزاء والتي كان آخرها عن (نجرانوعسيروالباحة)، ويضم الكتاب عدداً من الدراسات إحداها تتحدث عن بلاد غامد وزهران، والأخرى عن بلاد بلقرن السروية والتهامية، وفي الأخيرة تم التعرض لكتاب بلقرن تاريخ وحضارة ونقده وتصويب ما جاء فيه. وقد شارك في هذا الكتاب نخبة من المختصين في تاريخ الجنوب كالأستاذ محمد بن أحمد بن معبّر، والأستاذ المؤرخ علي بن محمد بن سدران الزهراني، وغيرهم، إضافة إلى كوكبة من الكتاب الذين كتب كل واحد منهم نبذة مختصرة عبارة عن ورقة تحدثوا فيها عن أحد المؤرخين في منطقة عسير ألا هو الأستاذ محمد بن معبّر، وكتاب القول المكتوب في تاريخ الجنوب في كل جزء يصدر منه دراسات مستقلة عن الجزء الذي سبقه وعن ما نشر فيه، وهذا الكتاب في جزئه هذا قام على دراسات نقدية حديثة تمثل الحركة الثقافية هذه الأيام في جنوب المملكة العربية السعودية والهدف منها السعي لتصحيح الأخطاء التي وقعت في كثير من المؤلفات عن منطقة (عسير وجازان والقنفذة ونجرانوالباحة) وأضاف المؤلف في هذا الجزء (محافظة بلقرن، ومحافظة العرضيات) ويهدف كتاب القول المكتوب في جميع فصوله إلى التنوع الثقافي فمرة نجده يقوم على آراء وتعليقات للمؤلِف، وتارة أخرى نجده يقوم على دراسات نقدية تفصيلية عن أحد الكتب التاريخية ويورد الأخطاء التي وقع فيها الباحث والمؤلف ثم يوضح فيما بعد وفي عدد من النقاط ما ينبغي عمله من تصويبات، ونجد هذا الكتاب يذهب أحياناً لنشر رسائل عبارة عن أخوانيات بين الدكتور غيثان بن جريس وبعض الرواد والأعلام والمثقفين من أبناء المنطقة الجنوبية، أما ما نحن بصدد الحديث عنه اليوم فهو الجزء الثامن وما ضمه من أبحاث ودراسات وعنواينها كالتالي: استهل المؤلف هذا الكتاب بخلاصة عن تاريخ نجران عبر أطوار التاريخ الإسلامي (ق1 - ق15 ه/ق7 - ق21م). حيث تكلم في القسم الأول والثاني عن عدد من العناصر وهي: أصل تسمية نجران،و تاريخ نجران في العهد النبوي،ثم تاريخ نجران في العهد الراشدي، و نجران في العهد الأموي والعباسي وما بعدهما (الوضع السياسي بعد العهد الراشدي حتى القرن الرابع الهجري- أحوال نجران السياسية منذ القرن الرابع الهجري إلى القرن العاشر. ونجران في العصر الحديث والمعاصر (نجران منذ القرن العاشر الهجري إلى نهاية القرن الثاني عشر- نجران خلال القرنين (13-14ه). وفي نهاية هذا القسم أورد المؤلف عدة نقاط من آرائه وبعض وجهات النظر عن نجران. أما القسم الثالث من هذا الكتاب فهو وقفات مع تاريخ الجنوب (الباحة، ونجران، وعسير). وهي: مدخل، ثم تعليقات، وإيضاحات وتصويبات على كتاب القول المكتوب في تاريخ الجنوب (الجزءان الخامس، والسابع) كتبها الأستاذ علي بن محمد بن معيض بن سدران الزهراني ونقل من أقوال ومدونات أستاذ سوري عن المجتمع النجراني (1400-1435ه - 1980- 2014م) كتبها الأستاذ شريف قاسم. وأخيراً وتصويبات مختصرة على كتاب: بلقرن تاريخ وحضارة كتبها الأستاذ عبدالهادي بن عبدالرحمن بن مجنّي القرني. أما القسم الرابع من هذا الكتاب فهي قراءات وتصويبات، ومدونات في صفحات من تاريخ منطقة عسير. وفيه قراءة نقدية تصويبية في كتاب: إقليم عسير في الجاهلية والإسلام لعمر بن غرامة العمروي. كتبها محمد بن أحمد بن معَبِّر. ودراسة بعنوان محمد بن أحمد بن معبّر في عيون بعض معاصريه. بأقلام مجموعة من الأكاديميين والكتاب. و نظرة في كتاب: أبها حاضرة عسير، كتبها الدكتور محمد إبراهيم محمد أبو طالب. وأخيرا رأي ووجهة نظر. والقسم الخامس فهو عبارة عن خاتمة وهي (نتائج وتوصيات). والقسم السادس والأخير احتوى على ملاحق الكتاب، وهي:ملحق الوثائق وفهرستها وثانياً كتب وبحوث للمؤلف،سيرة ذاتية مختصرة. وأفرد ابن جريس الفصل الأخير من كتابه عن أقوال بعض الباحثين عن ابن معبّر وقد كتب نخبة من الأكاديميين والكتاب في منطقة عسير كل واحد منهم قدم ورقة ونبذة مختصرة كان عنوانها (محمد بن احمد بن معبّر في عيون بعض معاصريه) وأول هؤلاء أ.د. عبدالواسع أحمد الحميري وعنوان مقالته (إشكالية الكتابة التاريخية)، تلاه قصيدة أثنت على جهود ابن معبّر للدكتور إبراهيم محمد أبو طالب. وعنونها ب «وفاء التاريخ». وكتب د. عبدالحميد سيف الحسامي،:(حكاية الوثائق ووثائق الحكاية)،ثم ورقة (علاقة مؤرخ تهامة والسراة بالباحث محمد ابن معبّر) للأستاذ محمد مشبب الحطوري. وللأستاذ يحيى بن محمد آل فايع ورقة بعنوان: (باحثان في ميدان العلم والمعرفة) وتحت عنوان (تكريم مستحق) بقلم الأستاذ المميز في تاريخ عسير محمد بن عبدالله بن حميّد،أما الدكتور عبدالله بن أحمد بن حامد فقد كتب ورقة بعنوان (رجل يعيش خارج عصره)، وكتب الأستاذ مانع آل شريان القحطاني: (قراءة موجزة في بعض مؤلفات ابن معبّر)،والتاسعة كان عنوانها (محمد آل معبّر كما عرفته) بقلم الدكتور مطلق محمد شايع العسيري،والورقة العاشرة كانت بعنوان (همسة قلبية ومشاركة أخوية) بقلم د. يحيى بن عبدالله السعدي العبدلي الغامدي. أما الحادية عشرة فعنوانها هو (صور من حياة ابن معبّر) بقلم د. عبدالله بن محمد ابن عون الشهراني. الورقة الثانية عشرة هي (محمد بن معبّر علم في رأسه نور)، بقلم أ. د. صالح بن علي أبو عراد الشهري. والورقة الثالثة عشرة كتبها الأستاذ غرمان بن عبدالله ابن غصّاب الشهري بعنوان (ابن معبّر ثروة وطنية). والورقة الرابعة عشرة بعنوان (ابن معبّر راهب في محراب الكتب) بقلم أ. د. أحمد بن محمد بن حميّد. والورقة الخامسة عشرة بعنوان (عاشق الكتب) بقلم د. عبدالله بن محمد بن حميّد. والورقة السادسة عشرة كانت بعنوان (الأديب المنسي) للأستاذ علي بن جار الله عبود الشهراني. والورقة السابعة عشرة عنوانها (المعبّر في سطور) بقلم أ. د. محمد بن منصور الربيعي المدخلي. أما الثامنة عشرة فقد كتبها الأستاذ محمد بن سعيد بن محمد القحطاني وعنوانها (محمد بن معبّر من وجهة نظري). الورقة التاسعة عشرة بعنوان (محمد آل معبّر المؤلف الحصيف) بقلم أ. علي حسن الشعيب الشهراني. والورقة العشرون كتبها الأستاذ سعيد بن أحمد بن مفرح الشهراني بعنوان (لمحات من بعض الجهود العلمية لابن معبّر وابن جريس). أما الأخيرة فهي بعنوان (وقفة مع ابن معبّر وابن جريس) بقلم د. أشرف مسعد أبو زيد. وقد سألت الدكتور غيثان بعدما أهداني نسخة من كتابه واطلعت على محتواه ومنها هذا القسم (محمد بن معبّر في عيون بعض المعاصرين) وأبديت له دهشتي كيف استطاع أن يجمع هؤلاء الكوكبة من الكتاب والأكاديميين ويجمع آرائهم ويضمها كلها لهذا السفر، فقال لي أولاً هذا من توفيق الله عز وجل لي ثانياً فكرة أردت أن أجريها وقد تكللت بالنجاح. وأخيراً أشكر أستاذنا الكبير د. غيثان على جهوده تلك وعلى هذه النقلة التوعية في التأليف وهذا الحراك الثقافي الذي أوجده بتلك المؤلفات والتي أثرى بها المكتبات السعودية فيما يتعلق بجزء غال هو جنوبي البلاد السعودية. - عبدالهادي بن مجنّي