تواصل مجلة "مشارف" صدورها في حيفا، تترأس تحريرها الشاعرة سهام داوود وفي عددها الجديد نصوص موزعة بين القصيدة والقصة والشهادة والمقالة وهي موقّعة بأقلام منها: أدونيس، مؤيد الراوي، محمود شقير، طارق الطيب، عز الدين المناصرة، واسيني الأعرج، دنيا ميخائيل، محمد حسيب القاضي، بن سالم حميش وسواهم من كتاب لا تزال "مشارف" تدأب على نشر مساهماتهم التي تؤلف نسيجاً إبداعياً تتوخّى فيه التنوّع والتميّز في آن واحد. الملف الذي انفردت به المجلة، يدور حول العراق الذاكرة، العراقالمدينة، والعراق الذي لم ينفكّ يساهم في الخطاب الثقافي العربي، والانساني العام. ساهم في هذا الملف: سعيد فرحان، سميرة المانع، فوزي كريم، هاشم شفيق، شمعون بلاص، عواد ناصر، سنان أنطون، فاضل العزاوي. ملف الشعر تصدّره أدونيس في قصيدة عنوانها: "كيف يُكتب تاريخ هذي الغيوم؟" من غزة، يقدم الشاعر والكاتب الفلسطيني محمد حسيب القاضي شهادة عنوانها "مريم، أو النسيان". الكاتب والشاعر السوداني طارق الطيّب، الى جانب القاص الفلسطيني نصار ابراهيم يكتبان باب "كتابة المنفى" لهذا العدد. أما نصار ابراهيم فيجعل من كتابة المنفى "حلم الوطن". ملف النصوص يجمع اقلاماً يمتد أصحابها من الفلسطيني المقيم حتى العائد والمهجّر، وصولاً الى المغرب. ومنهم: دنيا الأمل اسماعيل غزة "تمر وقهوة سادة"، زياد خداش رام الله "خذيني الى موتي" و"بقايا شتاء قديم"، فؤاد سليمان حيفا "واقف بجانب ظلي"، عدنان كنفاني دمشق "حبيبتي بيسان"، محمود شقير القدسالشرقيةالمحتلة "إحساس ما"، بن سالم حميش الرباط "قصة بوسميات". ويختتم الملف الكاتب والشاعر معتز أبو صالح هضبة الجولان السورية المحتلة فصل أول من روايته المعدّة للنشر "حكاية عطرية". باب الثقافة العبرية المترجمة، أو المستعرضة في قراءات نقدية، يضم قصتين لكاتب اختار عدم نشر اسمه. وهما بمثابة توثيق يومي دقيق الى حد العبث، لما تعرض له مخيم اللاجئين جنين خلال الاجتياح الاحتلالي الاسرائيلي المسمى "السور الواقي" في نيسان ابريل 2001. فتحت الاسم المستعار "بمبي"، شارك هذا الكاتب في مسابقة القصة القصيرة التي تنظمها صحيفة "هآرتس" سنوياً، وكانت نصوصه من ضمن ما أوصت به الصحيفة، كنصوص متميّزة. الكاتب كان جندياً في سلك الاحتياط إبان الاجتياح وعاد من هناك بما يشبه الوثيقة. ففي قصة "خراء فنكلشطاين" يرسم فضاء مدرسة اقتحمها الجند جاعلين منها ثكنة عسكرية. في ما يأتي الصورة القاتمة: "بعد لحظة سأغوص في الدبابة ونغادر تاركين "خراء فنكلشطاين"، مما سيسمح لي بالقول لناتان بعصبيّة ومن دون أي دافع للمناطحة، إن مدير الاعدادية يحاول إقناع تلاميذه بأننا وحوش، ولكن بعد قليل سيأتي التلاميذ وعندها سيجدون الدليل على ذلك بواسطة الأنف. وهل يوجد أفضل من ذلك الدليل؟". وتحت عنوان "لأن النياشين العسكرية ليست عصية على الصدأ"، يستعرض هشام نفاع كتاباً بالعبرية بعنوان "من جنين الى بيروت" هو بمثابة توثيق لروايات جنود شاركوا في حرب اسرائيل على لبنان. وتكتب الباحثة الفلسطينية وفاء درويش في باب "رؤى" عن "شفافية الاغتراب" لدى الكاتب الفلسطيني محمود شقير في مجموعته "مرور خاطف". أما الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة فيكتب عن علي فودة وعلي حسين خلف تحت العنوان: "مثقفان من فلسطين". الباحث الفلسطيني نعيم ناصر يقدم قراءة تأريخية لرواية "اللاز"، رائعة الكاتب الجزائري الطاهر وطار. وضمن توثيق ذكرى مبدعين غابوا، تخصّص "مشارف" مساحة لذكرى الكاتب والروائي الفلسطيني عزت العزاوي، بقلم الباحث موسى م. خوري. أما الروائي الجزائري الراحل محمد ديب، فيكتب عنه الروائي واسيني الأعرج.