تقول إنها بالفعل متخصصة في الجغرافيا وبعيدة عن تخصص الفنون ويعود السبب إلى عدم وجود تخصص تربية فنية بجامعة الملك خالد بأبها مما جعلها تخصص في دراستها الجامعية غير الذي كانت تطمح في دراسته وهي الفنون لكن لم يكن هذا عائقاً لديها، حيث طورت موهبتها الفنية من خلال ممارسة الفن التشكيلي بشتى أنواعه وكانت يستهويها رسم البورتريه والطبيعة والتراثيات خاصة من منطقتي منطقة عسير، حيث نمت بداخلها الموهبة والميول الفنية والتي جعلتها تصقل الموهبة تجاه إحساسها الفني لإنتاج أعمال فنية. تلك هي الفنانة عرفات العاصمي التي كانت بداية اكتشاف الموهبة في المرحلة الابتدائية عندما كانت تستخدم ألوان الباستيل في رسم الاسكتشات لمناظر طبيعية وتراثيات حتى أصبح لديها عدد من لوحات المناسبات ومنها المناسبات الوطنية والتي تم عرضها في معارض التربية الفنية بقطاع التعليم بعسير حينها.هذه كانت بداياتي الفنية حتى تطورت في كل مرحلة من مراحل الدراسة. وتتحدث الفنانة عرفات عن عسير فتقول إن جمال الطبيعة وبهاءها واحد من أهم الدوافع التي دفعتها لجعل أغلب أعمالها الفنية من طبيعة عسير، حيث أحببت الرسم المباشر للجبال والأودية والأشجار والتي كانت تدفعني لرسمها بشكل مستمر، حيث أصبحت أدرك وألاحظ التحولات الطبيعية في الفصول الأربعة وأقوم برسمها وأستمتع بها من خلال تنفيذ أعمال فنية تحاكيها. وتضيف أن طبيعة منطقة عسير منحتها التأثر بالمناظر الخلاَّبة الخضراء وطبيعتها التي تولّد الجمال الذي يحرك الإبداع لأرسم أجمل اللوحات. وعن تشابه أعمال الفنانين سواء في التنفيذ أو في الأفكار المتعلِّقة بالحروفية قالت الفنانة عرفات: هذا أمر ليس جديداً ولا يشكِّل أي أزمة إلا أننا يمكن القول إنه يسعى أغلب الفنانين في خلق وإحداث شيء جديد في العمل الفني وفي الخط العربي الذي يعد واحداً من أهم العناصر التشكيلية للفن نشاهد أغلب الفنانين التشكيليين يستخدمون جماليات الخط في تغطيته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أعمالهم الفنية مستخدمين الألوان في الحروف بدلاً من الحبر الذي يستخدم في اللوحة الخطية، حيث يأخذ الحرف بعداً تشكيلياً في اللوحة أو المنحوتة وهذا ما نشاهده بكثرة في الوقت الحالي في أغلب المعارض التشكيلية وذلك يعود إلى القيمة الجمالية للحرف، حيث إن دمج الحروفيات مع عناصر العمل الفني الأخرى في اللوحة بصياغة تشكيلية وإبداعية متناسقة، وكما يعلم الجميع أن الخط العربي هو فن أصيل، تجاوز الحدود ويدخل في تكوينه الفكر والإحساس بأسلوب حديث وجديد يدعم أجواء اللوحة التشكيلية في نهاية الأمر. لم تنس الفنانة عرفات العاصمي من يقف خلف إنجازاتها وهو والدها محمد العاصمي - أطال الله في عمره - فعند طفولتي كان يقوم بتشجيعي في صقل الموهبة وحتى الوقت الراهن ما زال يدعمني حتى حققت مراكز متقدِّمة في مسابقات تشكيلية على مستوى المملكة. وعن تنوّع التجارب شكلاً وموضوعاً هل هو بحث عن هويتك الفنية أم أنك ترين فيه حرية أكبر، قالت: التجارب في استخدام الخامات لإنجاز أعمال فنية شيء معاصر ومتجدد، حيث إنها في بعض الأحيان قد تحقق ما لم تحققه الفرشاة في الرسم، ففي الفنون المعاصرة أغلب الفنانين يقومون بإجراء تجارب في مجال الفنون التشكيلية وذلك بتطويع العديد من الخامات والتقنيات الجديدة مما يظهر لنا رؤى جديدة غير تقليدية وغير مألوفة، والهدف من استخدامي التجارب بالخامات المختلفة في أعمالي الفنية هو إظهار قيم فنية لها دور في تشكيل محتوى العمل الفني لخلق فكرة فنية باستخدام الخامات المتعدِّدة، ففي بعض أعمالي الفنية استخدمت الخامة كوسيط بنائي وتعبيري مفاهيمي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالعمل الفني، حيث إنني وفقت في تحقيق العلاقة بين الخامة وبقية العناصر داخل العمل الفني لتحقيق فكرة العمل الفني.