مساء الجمعة الماضي كان مساء استثنائيًّا لي ولمجموعة من الزملاء في مجال التسويق والاتصال؛ فقد استجبنا لدعوة كريمة من زملائنا في هيئة بوابة الدرعية لزيارتها، وزيارة حي الطريف وقصر سلوى. استقبلتنا الابتسامة قبل المصافحة من فريق عمل رائع من الشباب من الجنسين، فريق مدرب تدريبًا احترافيًّا في الإرشاد والتعريف بالأماكن التراثية. قبل زيارتي كانت معرفتي بهيئة تطوير بوابة الدرعية محدودة، وأن مجال عملها فقط يقتصر على تنظيم وترتيب المنطقة التراثية القديمة وجذب زوار لها. ولكن الزيارة والجولة أعطتني مع زملائي جرعة كبيرة من المعرفة بمنطقة اعتزاز لنا جميعًا نحن السعوديين، تعد هي المنشأ الأساسي للدولة السعودية الأولى. وحال وصولنا لحي الطريف تم أخذنا لمنطقة مرتفعة مهيأة لاستقبال الزوار. جلسنا في الهواء الطلق، وفي جو عليل؛ لنشاهد عرضًا مرئيًّا خرافيًّا إبداعيًّا، تُسلَّط فيه إشعاعات الضوء على قصر سلوى وما حوله. العرض الذي قُدِّم لنا يحاكي أفضل طرق تقديم العروض التي تجعلك تعيش الحدث الماضي، وكأنك كنت تعيش في الحي والقصر. وبعد الجولة عرفنا أن هيئة تطوير بوابة الدرعية تأسست بهدف تطوير الدرعية بصفتها موقعًا تاريخيًّا مهمًّا في المملكة العربية السعودية، وكونها عاصمة الدولة السعودية الأولى التي تعد المملكة اليوم امتدادًا لها.. وتسعى في مهمتها إلى إبراز جذور هذه المدينة العريقة وتاريخها من جانب العمران والثقافة والفنون والمعرفة. كما عرفنا أن الهيئة تعمل لتطوير الأبعاد المعمارية والاقتصادية، وإظهار الجوانب الاجتماعية والثقافية والتاريخية لمنطقة الدرعية؛ وذلك لربط جذور تأسيس الدولة السعودية بحاضرها ومستقبلها تأكيدًا للوحدة، وتعزيزًا للفخر بهذا التاريخ، وتقديم تجربة اكتشاف لا تنسى لجوهرة المملكة العربية السعودية. وعلمنا أن بوابة الدرعية سوف تفتح لاحقًا لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم بهدف أن تكون وجهة سياحية ثرية، تجذب الزوار والسياح المحليين، ومن مختلف المناطق في العالم. بمثل هذه الأعمال الرائعة سوف ننجح بكل تأكيد في تسويق مملكتنا ومناطقها ومدنها لعراقة تراثنا، وما تحتويه مناطقنا كافة من وسائل جذب للسياح والزوار. بعد جولتنا خرجنا جميعًا بشعور الفخر والاعتزاز بما شاهدناه من تاريخ مشرف لدولتنا، وعشنا خلال الجولة تجربة فريدة في معايشة التراث والتاريخ الحديث، وفهم الماضي بروح الحاضر والمستقبل؛ فشكرًا لمليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- صاحب الفكرة، ولولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي تبنى تنفيذ الفكرة، وحوّلها لواقع. وشكرًا لكل القائمين على بوابة الدرعية على استضافتنا، وعلى عملهم الرائع لجعلها مَعلمًا مهمًّا لكل من يزور الدرعية.